(مترجم)
نحن الشباب المسلم في الغرب فعلنا كل ما في وسعنا لمقاومة الاحتلال. سوف تجد منا الآلاف يتظاهرون، ويستخدمون منصاتهم على وسائل التواصل الإلكتروني، حتى إنه يتم طردهم من مدارسهم بسبب موقفهم المشرف.
نحن الشباب المسلم في الغرب نريد أن نوضح بصدق أننا نرفض أي وقف لإطلاق النار بين الأمة الإسلامية وبين كيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين لأكثر من 70 عاماً، حتى إزالته وتحرير فلسطين من يهود وتطهيرها من رجسهم. وإن واجب تحرير الأرض المباركة يقع على عاتق جيوش المسلمين في تركيا ومصر والسودان وتونس وباكستان وبنغلادش وإندونيسيا...
يا جيوش المسلمين! لدى إخوتكم وأخواتكم في الغرب ثلاثة أسئلة بسيطة:
- هل عندكم قلوب من الحجارة؟
ألم تنفطر قلوبكم عند رؤيتكم لأخيكم الذي نظر في عيني ابنتيه، وكذب عليهما بوعده لهما بأنهم جميعاً سيكونون بخير، ليتم قتلهم بعد ذلك بوحشية بقنابل يهود؟!
ألم تنزف قلوبكم على أختكم التي دفنت آمالها وأحلامها في الأنقاض إلى جانب طفلها الذي لم يولد بعد؟!
ألم تنكسر قلوبكم عند رؤيتكم لأبنائنا وبناتنا وهم يهرولون إلى أحضان أمهاتهم ليتمزقوا جميعا بعد ذلك إلى أشلاء؟!
يا جيوش المسلمين! أليس لديكم غيرة على سيدنا وقائدنا رسول الله ﷺ؟!
ألم يكن المسجد الأقصى هو المكان الذي أمّ فيه الرسول ﷺ الأنبياء في الصلاة؟!
كيف تتجاهلون غطرسة يهود وتفاخرهم في المكان الذي وقف فيه الأنبياء بخشوع؟!
كيف تسمحون لهم أن يهزوا الأرض حيث ارتجفت قلوب الأنبياء من تلاوته ﷺ؟!
كيف تدعونهم يدنسون بأجسامهم وطقوسهم المكان الذي سجد فيه وجه نبيكم الطاهر ﷺ؟!
أكل هذا يحدث وأنتم تنظرون؟! هل أصبحت قلوبكم أقسى من الحجارة؟! ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾.
- هل نقضتم عهدكم مع الله سبحانه وتعالى؟
يا جيوش المسلمين! عندما التحقتم بجيوش هذه الأمة النبيلة، الأصل أنكم التحقتم بقافلة الجهاد الممتدة عبر 1400 عام، وهي ماضية إلى يوم القيامة بإذن الله. الأصل أنكم قطعتم عهدا مع الله على طاعته وخدمة دينه، لا على طاعة حكامكم الرويبضات العملاء وخدمة حدودكم الوطنية التي رسمها المستعمرون الكفار.
ألا تستحيون من أمتكم وقد وضعت ثقتها فيكم وبنت آمالها عليكم وهي تستغيث بكم وتستنصركم، وربكم عز وجل يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾؟!
ألا تشعرون بالخجل من ربكم وقد أمركم بالقتال لنصرة دينه وعباده: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾؟!
هل تشبثتم بالمزق التي رسمها لكم الكافر المستعمر؟! ألا تعبرون تلك الحدود حتى عندما يتعلق الأمر بذبح إخوتكم وأخواتكم؟ هل هذا هو الإرث الذي تودون تركه وراءكم لأبنائكم وأبنائهم؟!
يا جيوش المسلمين! إذا لم تكسروا هذه الأغلال التي ألبستكم ثوب الذل والعار، فسوف يعاقبكم الله أشد العقاب، ويستبدل بكم غيركم يكونون أفضل منكم ﴿إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
يا جيوش المسلمين! لا تنقضوا عهدكم مع الله، فتكونوا مثل يهود ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾.
- هل تشككون في وعد الله ورسوله ﷺ؟
تلك الحجارة ذاتها التي يتم رميها، والتي تقاتل مكانكم ضد عدونا وعدوكم، ستكشفكم قريباً. روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ». سيتم قريبا تدمير كيان يهود وستكون القدس عاصمة الخلافة، قال رسول الله ﷺ: «هَذَا الأَمْرُ كَائِنٌ بَعْدِي بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِالشَّامِ، ثُمَّ بِالْجَزِيرَةِ، ثُمَّ بِالْعِرَاقِ، ثُمَّ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِذَا كَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَثَمَّ عُقْرُ دَارِهَا، وَلَنْ يُخْرِجَهَا قَوْمٌ فَتَعُودَ إِلَيْهِمْ أَبَدًا».
يا جيوش المسلمين: لا تكونوا مثل عدونا وعدوكم الذين شككوا في وعد الله سبحانه ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾.
يا جيوش المسلمين: نسألكم هذه الأسئلة الثلاثة البسيطة، فهل من مجيب؟ لا نريد أن نسمع ردكم بل نتمنى أن نراه بأعيننا؟
بقلم: الأستاذ سيد فهد
رأيك في الموضوع