من الأرض المقدسة، من الأرض التي بارك الله فيها - فلسطين - ومع قدوم هذا الشهر العظيم أخاطب أمتي وجيوشها وأهل القوة والمنعة فيها، وأذكّرها بالفرض العظيم؛ تاج الفروض كلها؛ إقامة الخلافة على منهاج النبوة، صوت أرفعه ليطرق مسامعكم، ويناشد مدافعكم، ويستصرخ خيرية من الله اجتباكم بها وسيسألكم عن حقها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
يا جيوش الأمة وأفلاذها، يا جيوش الأمة وأجنادها، يا حماة الديار وأمدادها: إن الذي كتب عليكم الصيام هو الذي كتب عليكم القتال سبحانه وتعالى، وإن الذي أنشأكم وخلقكم هو الذي أمركم بعبادته وتعبيد الأرض له، بإعلاء كلمته وإظهار دينه، وحماية مقدساتكم ونصرة المظلوم، وقد تكفل تبارك وتعالى بنصركم.
أما سمعتم قول الله سبحانه تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾؟!
أما سمعتم قول رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ»، وقوله: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ»؟!
يا جيوش أمّتي.. يا أهل القوة والمنعة فيها: أما علمتم أن المسجد الأقصى أسير أسيف بيد يهود؟! أما آن أن تحرككم صيحات المستغيثين، وتلهبكم آهات المكلومين؟! أما وصلتكم أنباء أمتكم، ألا تسمعون من على الشاشات أصوات المنكوبين؟! أما تحرقت قلوبكم لدموع المضطهدين؟! أما هزتكم أعراض تنتهك، وحرائر تستصرخ، وأطفال ترتجف من البرد وتموت من الجوع وتوأد تحت الركام؟! ألن تشتعل غيرتكم؟! ألن تحيا فيكم خيريتكم؟! ألن تتقوى عزيمتكم للحق بعقيدتكم؟!
أكان وجودكم لحماية عروش الخونة أذناب عدوكم، وحراسة حدود وطنية وهمية ابتدعها الاستعمار، وطاعة أوامر عبيد أمريكا وأوروبا وروسيا؟! ألن تعلنوها مدوية في وجه الظالمين: نحن لله وبالله ولدينه ننتصر؟! ألن تعلنوها مدوية ويلاً وثبورا لكل أفاك أثيم ومعتد مريب وخائن لعين؟!
ألن تعلنوها مدوية؛ هي خلافة راشدة على منهاج النبوة، ونحن لها الجند والسند والعترة؟! ألم تشتاقوا لصلاة في المسجد الأقصى المبارك تحت رايات النصر والإسلام العزيز؟! ألم يئن الأوان لإغاثة إخوتكم في أرجاء الأرض وهم يعذّبون وبكم يستنصرون؟! أتخافون على أنفسكم الموت؟! ألا فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب الشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون. أتخشون عدو الله وعدوكم والله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين؟! أتظنون بالله أنه خاذلكم إن عقدتم العزم على نصرة دينه والمظلومين والله عز وجل يقول لكم: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ ويقول سبحانه: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾؟!
يا أهل القوة والمنعة في أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه: إن حزب التحرير بإمرة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يدعوكم لنصرته ومؤازرته في إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بها عزكم ومرضاة ربكم والقضاء على عدوكم، فأجيبوا داعي الله إذا دعاكم لما يحييكم. وهذا الشهر العظيم ميدان للمتنافسين، فتنافسوا إلى نيل رضوان الله وإعلاء راية الإسلام، فكل أرض الله تتوق وعطشى إلى رحمة الإسلام وعدالته، فأين المشمرون؟!
بقلم: الأستاذة فدوى محمد – الأرض المباركة (فلسطين)
رأيك في الموضوع