برغمِ المصابِ والألم، والفقدِ العظيمِ الجلل، فإني لا أعزيكِ فقط، بل أبشركِ يا حلب!
وهل يعزَّى من يقول "ما لنا غيرك يا الله" أم يُبَشر؟
هل يعزَّى من اجتمع لقتاله الكفر والشر، لينحني وينكسر، فلم يركع إلا لرب البشر!
يا حلب، بل يا أيها الشام الحبيب، إنكم تنقشون على صفحات المسلمين نماذج وروائع من نور، تذكر الناس كيف يُصنع التاريخ عند المسلمين.
يا أهل حلب! إن الأعداء الذين يحيطون بكم، لم يدمروكم، بل بحقارتهم يثبتون قوتكم وعزتكم وشموخكم، فقد كسرتم كبرياءهم، رغم مدمراتهم وراجماتهم وطائراتهم. إنهم يتساقطون وينهارون أخلاقيا وقيميا ومبدئياً في معركة غير متكافئة!
إنكم يا أهل حلب قد بينتم معدن هذه الأمة وجوهرها وأنتم تقاتلون عدوا غاشماً بلا سلاح نوعي ولا عتاد!
فأرسلتم رسالة مفادها أن الأمة أبت أن تستكين للظالمين، لذا فشلت معها كل مخططات الماكرين المتآمرين من السياسيين العلمانيين والمتأسلمين الفاسدين والحكام المجرمين الذين ارتموا في أحضان الغرب فباعوا دينهم بدنيا غيرهم؛ كنظام الأسد وشبيحته، وكذا روسيا الدولة الحقيرة الملحدة التي لم تتعلم الدروس من تاريخ هذه الأمة المجاهدة، وبقية الأوباش كنظام إيران وحزبه في لبنان، لتقود هذا الحلف الأشر المتآمر على وأد ثورة الشام من الغربيين والشرقيين؛ أمريكا عدوة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين، ليتوج هذا الحفل الدموي والتآمر القذر على أرض الشام بمباركة حكام المسلمين.
إن قضية الشام هي قضية أمة الإسلام جميعاً، التي لا تتجزأ، ولا تنفصل عن قضاياها كقضية فلسطين والعراق وكشمير وأفريقيا الوسطى وميانمار... الخ، أمة استيقظت وتبحث عن قيادة توحدها، ودولة تلم شعثها، ولا تفعل ذلك إلا دولة الإسلام، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي يدعو لها حزب التحرير.
لذلك وجب على أهل القوة والمنعة من أبناء المسلمين المخلصين؛ من قادة الجيوش أن يتحركوا لنصرة الشام الجريح، ليقفوا موقفاً يرضاه لهم الله رب العالمين، فيكتب لهم في صحائف من نور، يعزوا الله ورسوله والمؤمنين، ولا يتأخروا عن اللحاق بهذا الركب الميمون؛ السائر نحو التحرر من كل عبودية، إلا لله الواحد الأحد، فيا جيوش الأمة هلموا إلى الشام حيث خيرا الدنيا والآخرة.
محمد جامع محمد (أبو أيمن) مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع