صرح المهندس عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير بالقول: إن البند الثاني من البيان "ثانياً:تعاملت قوى الثورة والمعارضة دائماً بإيجابية كاملة مع المبعوث الأممي على الرغم من غياب أي نتائج عملية على الأرض وتؤكد على استمرار تعاطيها الإيجابي مع الأمم المتحدة بما يحقق مصلحة الشعب السوري".
إن هذا البند يكشف عن خرف تلك القيادات التي وقعت على البيان... ولن ينفعها ما حاولت من تزييف للحقائق والعبارات المنمقة التي أرادت منها ستر عورتها... وأول وآخر هذه الحقائق هو اللهاث وراء سراب الأمم المتحدة التي لها سجل لا يجهله أصغر طفل من المسلمين في مسلسل الإجرام اللامتناهي، ليس فقط من ساحات وميادين الشام الأبية العصية على الخيانة، بل من فلسطين إلى كشمير إلى البوسنة إلى العراق واليمن والسودان وليبيا وتونس، وأفريقيا الوسطى... وباختصار فقد حلت أداة الإجرام الاستعماري المسماة بالأمم المتحدة والتي لم تتحد يوما إلا على قتل وسحق المسلمين وإضفاء الشرعية الدولية المزعومة على سلسلة المجازر التي لم ولن ننساها أبدا، بل سيأتي اليوم الذي سنحاكم فيه أصحابها بمن فيهم المبررون لها وإيقاع العقوبة العادلة بهم...
نعم إن من يأتمن الذئب على الغنم ففي عقله خلل ولا بد، أو أن في عقله إصراراً على الخيانة الواضحة جهارا نهارا... وما مثال اعتراف ياسر عرفات بالقرار 242 منا ببعيد، وكأن كل التضحيات التي قدمت في قتال يهود كانت للمطالبة بالاعتراف بشرعية احتلالهم لأرض الإسراء والمعراج!! ألا ساء ما يصنعون...
ومع هذا كله فإننا والله لنستبشر خيرا؛ فإن تمييز الصفوف ليتبين المؤمنون الصادقون الذين يركعون لله وحده ولا يتوهمون ولا للحظة أن عدوهم الكافر من الغرب والشرق ولا أداتهم في الإجرام المسماة بالأمم المتحدة سيرحمهم أو يحقق لهم "مصلحة" قط... نعم تمييز الصفوف هو المقدمة ليتنزل النصر من القوي الجبار على من يستحقه من عباده الصادقين... إننا نرى في تكالب دول الكفر وانكشاف عورة المدعين بشرى بقرب النصر، وعسى أن يكون قريبا...
وإلى أحبتنا الصابرين الصادقين المحتسبين جهادهم في سبيل مرضاة رب العالمين غير مبالين بسخط أمريكا ولا عملائها من حكام العرب والمسلمين، نقول لهم: اعتصموا بحبل الله وآثروا مرضاته تفلحوا في الدارين، ونذكركم بقول الحق تعالى ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ وبقوله سبحانه: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
فلا تضيعوا جهادكم وتضحياتكم رحمكم الله، وخذوا على أيدي السفهاء من القادة الذين يؤثرون مرضاة الحكام العملاء على مرضاة رب العالمين.
رأيك في الموضوع