في بيان نشر على صفحة ليبيا أوبزرفر: "السفارة الأمريكية في ليبيا تدعم التجميد المؤقت لعائدات النفط الليبي".
- تزداد المخاوف لدى المراقبين من فرض برنامج "النفط مقابل الغذاء" على ليبيا.
- في الثامن من هذا الشهر اجتمع السفير الأمريكي نورلاند بعقيلة صالح رئيس برلمان طبرق. وفي تصريح للمسؤول الإعلامي لرئيس مجلس نواب طبرق عبد الحميد الصافي قال: "إن اللقاء تناول عدة ملفات أهمها إغلاق الحقول النفطية، وعمل حكومة باشآغا من مدينة سرت، وأعلن أن فتح الحقول النفطية يأتي بعد تثبيت آلية توزيع عوائد النفط بشكل عادل على الأقاليم...". بهذا السلوك المجرم في حق الشعب الليبي تضع أمريكا بواسطة بيدقها عقيلة صالح الليبيين أمام أمرين أحلاهما مرّ؛ فإما الخضوع إلى حكومة ثالثة تكون بحماية حفتر وتحت أمره، أو القبول بحدوث (التقسيم) للبلاد إلى ثلاث مِزق أو أكثر اسمها "أقاليم".
- الخارجية الأمريكية تؤكد أهمية مباحثات مجلسي النواب والأعلى للدولة في القاهرة والتي انطلقت في 13/4/2022 لوضع قاعدة دستورية (ليبيا أوبزرفر 15/5/2022).
- السفير الأمريكي في ليبيا يقدم مبادرة "وقحة" ملخصها أن يستمر دبيبة في الحكم حتى تجري حكومته الانتخابات على شرط أن يتعهد كتابياً بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة.
- بتاريخ 18/5 يخرج النظام المصري حسب ادعائه بمبادرة جديدة للحل كما يزعم بأن يتم حل الحكومتين؛ حكومة دبيبة التي شكلت برعاية الأمم المتحدة، وحكومة باشآغا التي عينها عقيلة صالح وبرلمانه بعملية تزوير فاضحة وتعيين حكومة جديدة لإجراء الانتخابات في خطوة استباقية قبل إقرار قاعدة دستورية من طرف المجتمعين في القاهرة (لجنتي مجلس النواب ومجلس الأعلى للدولة). وليس بخافٍ على أحد أن المصريين يتحركون في ليبيا بالإيعاز الأمريكي المستتر فهم يرسلون إلى الدول الخمس الكبرى "بمبادرة جديدة" يتم فيها تجاوز حكومة باشآغا وحكومة دبيبة، والدعوة لتشكيل حكومة جديدة، وفي الوقت نفسه يشجعون باشآغا على دخول طرابلس بدعم من حفتر. فإن استطاع البقاء في طرابلس كان به، وتصبح المبادرة بعدها نسياً منسياً، وتستدعي عقيلة صالح والمشري إلى القاهرة للبحث معهما في ضرورة وضع قاعدة دستورية رغم وجود مشروع دستور وضعته لجنة الستين المنتخبة لذلك منذ سنة 2013، فإذا أقرّ المجتمعون في القاهرة "قاعدة دستورية" يتولى باشآغا تنفيذها بحماية حفتر في حال نجاحه البقاء في طرابلس وطرد دبيبة، وإلّا تصبح ورقة ضغط على دبيبة وحكومته يُنص فيها على ما تريده أمريكا من حكومة دبيبة وحكومة باشآغا - كما تنص المبادرة المصرية - وعلى عدم ترشيح دبيبة نفسه للرئاسة، وما قام به باشآغا بدعم من فلول حفتر في المنطقة الغربية الآن محاولة ساذجة تسقطه أكثر من عيون الناس. وقد استفز الناس قيام ستيفاني والقائم بالأعمال الأمريكي الطلب من حكومة الدبيبة التهدئة الثلاثاء الماضي دون أية إدانة لما قام به حفتر وباشآغا.
ففي محاولة باشآغا الثانية الفاشلة للدخول إلى طرابلس لكي يحكم منها ولساعات معدودة، يغادرها سريعاً مطروداً بعد دخوله لها متسللاً ليلاً تحت حماية كتيبة النواصي والردع "المداخلة" في يوم الثلاثاء 15/5/2022، الأمر يراد منه استيضاح أمر القوى المسلحة الأخرى الموجودة في طرابلس ومعرفة موقفها.
- أعلن مجلس نواب طبرق على لسان المتحدث الرسمي عبد الله مليحق عزمه عقد جلسته القادمة في مدينة سرت، التي قرر باشآغا جعلها مقرّ حكومته (حكومة عقيلة صالح وحفتر) في خطوة لدعم حكومة باشآغا بعد فشله في المكوث في طرابلس مقر حكومة دبيبة وعاصمة البلاد. هذا القرار من باشآغا وعقيلة صالح يقود حتماً إلى أن هذه الحكومة لن يكون لها مستقبل في إدارة البلاد وسوف تنسى وتدفن في رمال سرت.
- أما عن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون إلى تركيا وأثرها على الوضع في ليبيا فهو قال: "هناك اتفاق جوهري بيننا وبين الأشقاء في تركيا على أن تسوية المشكلة في ليبيا تكون بالانتخابات... مفيش حل من غير الانتخابات... نحن مستفيقين على أن يكون هناك تشاور وتواصل بالنسبة للقضية الليبية... وجوهريا متفقين". وكما أوضح أنه بحث المسألة الليبية مع الرئيس التركي أردوغان، فهو ظناً منه أن تركيا تعترض جدياً على حفتر وباشآغا وأنها لا تقبل وجودهما على رأس السلطة في ليبيا وأن وجود حفتر وعقيلة صالح على رأس السلطة يغضب تركيا ويزعجها ويهدد مصالحها الاقتصادية في ليبيا ويهدد الاتفاقية التي عقدتها تركيا مع السراج حول الجرف القاري وتقاسم مياه البحر الأبيض.
وهذا الأمر ليس دقيقاً؛ فقد صرح الأتراك لوفد من طرابلس استدعوه إلى أنقرة وعلى رأسه خالد المشري المحسوب على الأتراك بأنه (إذا جرت انتخابات ونجح حفتر فسوف نعترف به ونتعامل معه)، ونحن نعلم بأنه لا مصالح اقتصادية للجزائر في ليبيا غير أنها تخشى كل الخشية من وجود سلطة في ليبيا تأتمر بأمر أمريكا، فهي تعرف بأن أمريكا تعمل على إيجاد المشاكل الأمنية لها انطلاقا من الحدود الليبية المجاورة، وأمريكا تعمل على إيجاد الوضع المناسب لذلك منذ سنوات وخصوصا إذا أصبح على رأس السلطة في ليبيا حفتر وهو عميل أمريكا المخلص.
خلاصة القول إن أمريكا لا تريد حلاً يوفر الاستقرار للبلاد وهي تكرر الأساليب الخبيثة نفسها رغم فشل هذه الأساليب في السابق، فهي تدفع بأشخاص تحكمهم النرجسية ولا يصلحون للقيادة حتى على النمط الغربي السيئ، والدفع بباشآغا مثال صارخ لذلك.
وهي أيضا مع الإبقاء الدائم على عناصر التفجير موجودةً تستعمل حين الحاجة، فالإبقاء على حفتر رغم مقت الشارع له من هذا القبيل.
كما أنه من الواضح أن من أهداف أمريكا الكبرى العمل المستمر على إفقار البلاد والعباد رغم وجود الثروة في البلاد، وها هي تعمل على قفل حقول النفط ثم تجميد عائداته في حالة إعادة الضخ.
وما التضخم الحاصل في عملة البلاد والذي لا يوجد له مبرر علمي، فالبلاد تملك ثاني أكبر احتياط نقدي في أفريقيا والنفط أسعاره في صعود لم يصله منذ سنوات عديدة. فما هذا التضخم في العملة المحلية إلا انصياع للإرادة الأمريكية الخبيثة.
رأيك في الموضوع