بيد غادرة مجرمة وقلوب خبيثة حاقدة ودم بارد أقدم العلوج جنود كيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين على إعدام امرأتين مسلمتين من حرائر فلسطين نهار اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك، إحداهما في مدينة بيت لحم والأخرى في مدينة الخليل، حيث أطلقوا النار على السيدة غادة السباتين وهي أم لستة أطفال أثناء سيرها في الشارع، وفي المساء أطلقوا النار على فتاة في مدينة الخليل بالقرب من المسجد الإبراهيمي؛ ما أدى إلى استشهادهما. فنسأل الله عز وجل أن يرحمهما ويغفر لهما ويجعل مثواهما جنة عرضها كعرض السماوات والأرض مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، هما وسائر شهداء المسلمين رجالا ونساء.
لا يزال جرح الأرض المباركة وأهلها الغائر ينزف دما وهو يزداد كل يوم عمقا ونزفا، وها هو الدم الزكي يسفك في نهار شهر رمضان على أيدي يهود شذاذ الآفاق المفسدين في الأرض، الذين لا يرقبون في أهل فلسطين ولا في غيرهم من المسلمين إلا ولا ذمة، ولا يفرقون في غلهم وحقدهم وفي إجرامهم وظلمهم بين رجل أو امرأة ولا بين طفل وشيخ؛ ولكن على الرغم من هذه الحال فإننا لا نعجب من فِعال إخوان القردة والخنازير هذه، وذلك لأمرين اثنين:
أما الأمر الأول فهو أنه خلف إجرام كيان يهود المسخ وجيشه العرديد، بل خلف هذه الزيادة الظاهرة في إجرامهم؛ أيد على الزناد ترتعش وأنفس جبانة وفرائص ترتعد قد ملأها الخوف والرعب، فهم يحسبون كل صيحة عليهم، وكل إشارة أو حركة يرون فيها منيتهم، وها هم لشدة رعبهم تطير أفئدتهم فيقتلون بعضهم بعضا بأيديهم، فهم عبر عشرات السنين من البطش والتنكيل بأهل فلسطين، ورغم دعم الدول الاستعمارية الكبرى لهم، وترسانات أسلحتهم المتطورة، وفوق ذلك كله تطبيع المطبعين وتخاذل المتخاذلين وتآمر المتآمرين معهم على قضية فلسطين؛ لم ينعموا بالاستقرار والأمن والأمان ولا يزال الخوف حليفهم والرعب رفيقهم في الليل والنهار.
وأما الأمر الثاني فهو أنه لا عجب في أن يقترف هذا الكيان المسخ جرائمه ضد أهل فلسطين بالرغم من جبنه وخواره وهو يرى السكوت المخزي بل والتآمر الجبان من أنظمة الخيانة وخذلانها للدماء الزكية التي تسفك كل يوم على ثرى الأرض المباركة، فضلا عن إدانة وشجب العمليات البطولية التي يقوم بها أهل فلسطين ضد علوجه، وأن يهود الذين ضرب الله عليهم الذلة ما كانوا ليقوموا بجرائمهم هذه، بل ما كان لكيانهم أن يستمر ساعة من نهار لولا تلك الأنظمة ومعهم السلطة التي تفوقهم ذلا وخيانة.
إن جرائم كيان يهود الغاصب لا يمنعها إلا أمر واحد، وهو استئصاله من جذوره، وجعله أثرا بعد عين، وإن هذا الكيان المسخ ليستعجل فناءه بنفسه، ليزول كيانهم بأيديهم وأيدي المسلمين، فقريبا بإذن الله سبحانه وتعالى تنتقل الحرارة والشرارة التي تسري في دماء أبناء فلسطين إلى أبناء أمتهم وجيوشها، فيقتلعون كيان يهود وقبله عروش أوليائهم وأحلافهم من الأنظمة الذليلة الخانعة، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
رأيك في الموضوع