حث الأمريكان بلسان برايس الحوثيين على "المشاركة البناءة" في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة و"التواصل بجدية" مع تيموثي ليندركينج المبعوث الخاص الذي عينته الولايات المتحدة حديثاً بشأن اليمن. (موقع 24 الإخباري)
ونقلت وكالة رويترز الإخبارية عن مصدرين مطلعين قولهما إن مسؤولين أمريكيين كبارا عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة أنصار الله (الحوثي) اليمنية في العاصمة مسقط، مع سعي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.
وأضاف المصدران أن المناقشات - التي لم يعلن عنها أي طرف - جرت في مسقط في 26 من شباط/فبراير بين المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.
والآن تم الإعلان رسمياً عن المفاوضات في مسقط بين الحوثيين وأمريكا والسفير السعودي والمبعوث الأممي بعد إعلان مملكة آل سعود بلسان وزير خارجيتها حيث تجري المفاوضات في مسقط على قدم وساق وتسعى أمريكا منذ بداية عاصفة الحزم المشؤومة على إعطاء الحوثيين صفة المظلومية منذ أن حركت عملاءها للاعتداء على اليمن واستفاد الحوثيون من ذلك بأنهم المدافعون عن بلادهم وأنهم يقارعون أمريكا ويرفضونها ويرفضون مشاريعها بل وحتى بضائعها.
ولم تكتف أمريكا بهذه الحرب بأن جلست مع الحوثيين مباشرة سواء في السر أو في العلن في عُمان وفي السويد وغيرها، بل عملت في آخر أيام المجرم ترامب على تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية فاستغل إعلام الحوثيين هذا الأمر وحاولوا استعطاف الناس في الداخل وإظهار أن العداء بين أمريكا والحوثيين حقيقي، وسرعان ما تراجعت أمريكا عن هذا الأمر وأخرجوا الحوثيين من التصنيف، وهذا يدل على عدم جدية أمريكا في تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
وها هم الآن بعد أن نسقوا مع المنظمات الأمريكية وتسليمها كل المؤسسات الحكومية لتتولى إدارتها وتموينها، وبعد تبني رؤية منبثقة من عقيدة أمريكا (الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة) وهي رؤية علمانية بامتياز، ها هم اليوم يجلسون مع أمريكا على طاولة واحدة ويصرحون بأنهم جادون في التفاوض إذا أبدت أمريكا نيتها وأثبتت ذلك في أفعالها.
وقبل هذه المفاوضات الأخيرة اشتدت المواجهات بين قوات الحوثي وقوات هادي في جبهات عدة وذلك بعد رفع إدارة ترامب الحوثيين من قائمة الإرهاب. ومن الواضح أن الحوثيين أرادوا تحقيق تقدم كبير على قوات هادي لكي تكون ورقة رابحة لهم في المفاوضات القادمة والحل الأمريكي الجديد، ونية أمريكا واضحة من خلال مفاوضاتها مع طرف الحوثيين متجاهلة طرف حكومة هادي.
عجبا لكم أيها الحوثيون! كيف ترفعون شعار "الموت لأمريكا" وشعار المقاطعة وأنتم تطلبون الحل منها وتلبون كل دعوة تدعو إليها؟!
ألم تقرؤوا قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ وأنتم تتحاكمون إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وللأسف ترفعون شعار المسيرة القرآنية؟!
إن هذه الحرب الدائرة في اليمن ليس لأبناء اليمن فيها إلا القتل والتجويع ولم ولن تخدم الإسلام والمسلمين.
ولذلك فإنا ندعو أبناء المسلمين أن يعوا ما يدور حولهم، فأطراف الصراع يرون كل الحلول معقولة ومقبولة في جنيف ومسقط و...الخ ما عدا الحل الذي يوحد الأمة الإسلامية وما عدا الاحتكام إلى شرع رب العالمين، فهذا في قواميسهم غير موجود!
ولقد دعاهم حزب التحرير ولا يزال يدعوهم ويناشدهم إلى الاحتكام إلى شرع رب العالمين، أفلا يلبون دعوته بدلا من تلبية دعوات أعداء الإسلام؟!
حزب التحرير يناشد المتصارعين ويدعوهم إلى الاحتكام إلى شريعة الإسلام بدلا من التحاكم إلى الأمم المتحدة، ويستنهض همم المسلمين ويستنصر أهل القوة والمنعة من الضباط والجيوش وغيرهم للعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهي لكائنة قريباً بإذن الله فقد وعدنا بها الله سبحانه ومن أصدق من الله قيلا: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
رأيك في الموضوع