راج كثيراً بين أوساط أهل الشام مسألة أن نظام تركيا أردوغان بالتعاون مع قادة الفصائل سيعيدهم إلى قراهم التي هُجروا منها بالتواطؤ بين النظام التركي وبين قادة الفصائل.
فاستحضروا شعار ما يسمى (حق العودة) الذي رفعه وطالب فيه أهل فلسطين طوال عشرات السنين، ولكنه بات طي النسيان أو كاد بتقادم الزمن وتعاظم المؤامرات.
لقد تداول أهل بعض مدن الشام التي تم تهجير أهلها تنفيذا للمؤامرات الدولية من مثل (خان شيخون والمعرة وسراقب وكفر نبل وتل رفعت وحمص والغوطة) هذا المصطلح، وأصبحت العودة إلى الديار أقصى ما يتمناه من يسكن مع عائلته في خيمة لا تقيهم برد شتاء ولا حر صيف مع معاناتهم من تسلط أمنيي الفصائل وظلمهم، وأصبح شياطين الإنس الذين كانوا سببا في مأساتهم يزيّنون لهم هذا الشعار - حق العودة - ويحاولون من خلاله إعادتهم إلى حظيرة نظام الإجرام عبر الحل السياسي الذي تريده أمريكا الصليبية بذريعة حقن دماء أهل الشام ووضع حد لمعاناتهم ومآسيهم.
إلا أن المآسي والنكبات التي يعاني منها أهل الشام بسبب تهجيرهم من مدنهم وقراهم وبيوتهم، ورغبتهم التي تعتمل في صدورهم في العودة إلى مواطنهم، يجب أن لا تمنعهم من رؤية الأمور على حقيقتها، والوعي على خطر المكيدة التي تدبر لهم والمؤامرة التي يحوكها ضدهم المتآمرون - الدوليون والإقليميون والمحليون - عليهم للالتفاف على ثورتهم المباركة وإجهاضها، والقضاء على كل تطلعاتهم وأهدافهم وهدر دمائهم وتضحياتهم.
والسؤال الذي يقحم نفسه في ذهن كل صاحب بصر وبصيرة هو، هل يعقل أن مَن كان وما زال سببا في مأساة أهل الشام، يمكن أن يكون مشفقا عليهم رحيما بهم حريصا على مصالحهم؟! أم أن ما يقوم به من دعوة للحل السياسي الأمريكي وسعي إلى تنفيذه، ومن ثم المناداة بحق العودة؛ ما هو إلا مكر وخداع، ليعيدهم إلى العيش في كنف الظلم وتحت وطأة القهر والعبودية من جديد في ظل حكم نظام طاغية الشام العلماني عميل أمريكا الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين؟!
لذلك فالواجب على أهل الشام أن يدركوا أن شعار حق العودة، وحتى العودة نفسها إن حصلت في ظل الظرف القائم، ووفق الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا؛ لن تنهي معاناتهم بل ستزيد من مأساتهم ومن فاتورة التضحيات التي سيستمرون في تسديدها دون مقابل.
وبناء عليه يجب على أهل الشام أن يؤمنوا بأن الحل الوحيد الذي سيعيد الأرض ويحمي العرض ويحفظ التضحيات ويصون دماء الشهداء، يكمن في تصحيح مسار الثورة والتمسك بثوابتها وأهدافها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام بكل أركانه ورموزه، وإقامة حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي بشر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» فهذا دليل وبشارة على عودتها بإذن الله من جديد بعد هذا الحكم الجبري لتكون ملء سمع العالم وبصره.
فسارعوا يا أهل الشام إلى العمل مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لإقامتها تقية نقية راشدة على منهاج النبي ﷺ، ففي ذلك وحده خلاصكم ونجاتكم وعزكم أنتم وأمتكم الإسلامية في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً﴾.
رأيك في الموضوع