شتان بين صاحب العقيدة والمبدأ وبين صاحب الهوى والعمالة وحب الشهوات، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
نعم، إنه سلطان السلاطين، قاهر الصليبيين، المجاهد المخلص، حامي صرح دولة الإسلام، السلطان سليمان القانوني يوجه رسالة إلى فرانسوا الأول ملك فرنسا يقول فيها: "لقد بلغني أن الرجال والنساء في بلادكم يتراقصون بشكل يخالف الحياء والأخلاق، ولأن بلادكم لها حدود مع بلادنا فإن هناك احتمال أن تنتقل تلك الوقاحة إلى ديارنا، ولهذا عندما تصلك رسالتي عليك فورا أن تنهي تلك الوقاحة وإلا جئت بنفسي لأمنعها". التوقيع/ سلطان السلاطين سليمان القانوني. المؤرخ النمساوي جوزيف فون هامر. وظل الرقص سرا مائة عام. والسلطان سليمان هو الذي فك أسر ملك فرنسا بعد هزيمة فرانسوا الأول في منطقة تسمى بافيا في 25 شباط/فبراير 1525م، ووقوعه أسيراً في يد كارل الخامس وحبسه في مدريد.
إنها العزة والكرامة، والنخوة، إنها الرجولة المنبعثة من الإيمان، والرسالة التي كان يحملها أجداد الرويبضة أردوغان، ذلك الممثل المراوغ على المسلمين لما سئل: لماذا لا تمنع الملاهي والدعارة في بلدك وأنت رئيس الدولة الأول؟ ولماذا ترخص لمثل هذا؟ (قناة العربية في 17/2/2017م).
أجاب متبجحا وبدون حياء أو دين، مراوغا ومضللا: "إنني أريد جيلا هو يمنعها بنفسه"! وقال في تصريح نقله تلفزيون TRT التركي في 5/8/2017م خلال افتتاح جامع يلديز حميدية التاريخي عقب ترميمه بمنطقة بشكتاش في إسطنبول والذي يرجع تاريخ بنائه لعهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى قال: "عازمون على بناء أجيال تعرف دينها وترفض هذه الممارسات"!
وهذا اعتراف بالسماح لبيوت الدعارة والخنا، ومن فمه أدينه، ولو علم سلطان السلاطين واستطاع الخروج من قبره لتأديب هذا الرويبضة الصغير وقطع لسانه لخرج وقطعه، وكأن أردوغان يقول سأترك نساءنا وبناتنا تتلطخ كرامتهن حتى يكبر أبناؤهن المسلمون ويمنعوهن!! إنها قمة الدياثة، وهل تسمح لامرأتك أو ابنتك اليوم بالزنا حتى يكبر أبناؤها ويمنعوها؟! عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال ﷺ: «ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ بوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَرَجِلَةُ النِّسَاءِ». رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم.
وأما موقفه من العلمانية والخلافة فقال لقناة العربية: "إن الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، وأن مفهوم العلمانية الذي يؤمن به هو علمانية الدولة عبر التسامح مع كافة المعتقدات والأديان، ودعا الشعب المصري إلى بناء دولة علمانية من خلال تعديل الدستور المصري، ورفض تجريم الخيانة الزوجية بحجة أن أوروبا ستغضب عليه"، وعن سؤاله عن الخلافة قال: "إن العالم اليوم في حالة من التحول والتغير السريعين ونحن خلال هذا نتحدث عن نظام الحكم الذي نحكم به ونريده الآن كما تعلمون تركيا مقبلة على انتخابات وستكون حول التصويت على نظام الرئاسة في تركيا، هذا النظام لا يمكن أن يكون كما ذكرتموه، تركيا لا يمكن أن تصبح خلافة إطلاقا، الأمر هو تمكين الناس أن يعبروا عن رأيهم بكل حرية، ويعيشوا بكل حرية، جميع أفراد الشعب يمارس الحرية والديمقراطية، وهذه هي العلمانية.." انتهى.
والغريب والأغرب أن هناك أناسا يلقبونه باللقب الشريف (الخليفة)، وهو رجل أمريكا في المنطقة، ويحكم بالكفر، ويقتل المسلمين في العراق وسوريا وليبيا تنفيذا لمخطط سيدته أمريكا، ويتحالف مع كيان يهود ويتبادل العلاقات معه، وضمن تحالف صليبي هو حلف الناتو، ويسمح للحرام، ويبني الاقتصاد على الربا والخنا والعمالة، ثم يتجرأ على محاربة الدعاة المخلصين الذين يريدون للأمة العزة والقوة والوحدة والتمكين والاستخلاف في الأرض، فاعتقال أردوغان لشباب وشابات حزب التحرير لن يثنيهم عن العمل الجاد المجد حتى يتحقق وعد الله سبحانه وبشارة رسوله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، وشتان بين ادعاءات أردوغان الكاذبة وحقائق أجداده الصادقة! قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾.
بقلم: المهندس ناصر اللهبي – ولاية اليمن
رأيك في الموضوع