لا غرو أن جميع حكام المسلمين لا زالوا يسبحون في مستنقع الخيانة والعمالة والتبعية منذ أن نجح الكافر المستعمر في تفكيك منظومة الأمة الإسلامية الواحدة وتمكن من هدم دولة الخلافة العثمانية وزرع الوطنيات والقوميات التي مزقت الأمة الإسلامية الواحدة إلى أكثر من خمسين دويلة كرتونية هزيلة، كما زرع كيان يهود الغاصب لفلسطين وجعل الحكام العملاء هم رأس حربته وخطه المتقدم والسياج الأمني الحامي لكيان يهود من أبناء المسلمين الرافضين لهذا الكيان المسخ والنبتة الخبيثة في جسد الأمة والخنجر المسموم في صدرها، فحاك الكافر المستعمر المخططات الإجرامية لإكساب الاحتلال شرعية في فلسطين عن طريق المؤتمرات والندوات التي قدمت التنازلات، وجعلها تطالب بالأرض مقابل السلام، وانتهت مؤامراته بصفقة القرن المشئومة التي تهدف إلى تصفية قضية فلسطين نهائيا... ولقد كانت المسيرات والمهرجانات التي يقيمها الحكام وأتباعهم هي الخطر المحدق بفلسطين وأهلها، فظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب.
لقد تسابق الحكام على التطبيع مع كيان يهود الغاصب لفلسطين في السر وأقاموا معه العلاقات الودية والمتميزة، إلا أن الأنظمة التي أصبحت آيلة للسقوط والمرعوبة من تصاعد العمل لإقامة الخلافة الراشدة جعلت الدول الاستعمارية تدفع عملاءها للتطبيع مع كيان يهود بشكل علني وسافر ووقح لكي تثبت للأمة أنها لا زالت قوية، كما فعلت عمان وقطر والإمارات في نهاية العام المنصرم 2018م، وقبل أيام وبتخطيط خبيث وبدهاء فريد، وليس بعيداً أن يكون من تخطيط أمريكا وعملائها الذين أتقنوا الفخاخ السياسية لإيقاع خالد اليماني فيه وذلك لرفع شعبية الحوثيين المتدنية والتي تكاد تلامس الصفر من أعمالهم التي تخالف الشرع ويرفضها أغلب أهل اليمن، فقد أشعلت قبائل حجور في حجة الحرب ضدهم ولا زال الحوثيون عاجزين عن إعادتها إلى مناطق سيطرتهم حتى هذا اليوم 19/02/2019م.
لقد كان لجلوس خالد اليماني وزير خارجية هادي ردود أفعال غاضبة من عموم أهل اليمن الذين يثبتون هم وإخوانهم المسلمون في كل بقاع الأرض أن التطبيع مع كيان يهود الغاصب لفلسطين هو تطبيع حكام عملاء خونة لله ورسوله والمؤمنين، أما الشعوب الإسلامية فهي كلها ترفض التطبيع مع يهود وهي تتوق للجهاد بقيادة خليفة المسلمين القادم قريبا بإذن الله.
إن جلوس خالد اليماني إلى جانب رئيس وزراء كيان يهود والذي كانت له ردود فعل غاضبة عند المسلمين وفي مقدمتهم أهل اليمن هو خيانة لله ورسوله والمؤمنين وللدماء الزكية التي قدمها أهل فلسطين خلال سبعة عقود من الزمن والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء. إن هذا الجلوس الخياني مع عدو الله نتنياهو ليس مستغرباً من خالد اليماني وأمثاله في العمالة للغرب الكافر، فهو مستعد أن يعمل ذلك وأكثر، إنما المستغرب من أتباع حكومة هادي التي أظهرت وقاحتها وفاحت رائحة خيانتها، كيف لا يتبرؤون منها ويقومون بإسقاطها وينضوون تحت قيادة حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة التي تقضي نهائيا على كيان يهود؟!
إن ذلك العمل المخزي قد رفع شعبية الحوثيين الذين يرفعون شعار "الموت لأمريكا"!!! وسوف يقومون باستغلال ذلك في رفع شعبيتهم والتفاف الناس حولهم ليندفعوا إلى جبهات القتال معهم وخاصة جبهة حجور التي أصبحت عصية عليهم، ولذلك فهم يستعدون لإخراج المسيرات وإقامة المهرجانات والاحتفالات وغيرها لخداع الناس أنهم الأعداء الحقيقيون ليهود، وأن شعار "الموت لإسرائيل" لم يأت من فراغ.
إلا أن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله ما برح يبين لأمته حقيقة الطرفين المتصارعين وأنهما جميعا عملاء للغرب الكافر ينفذون مخططاته ويحكمون بأنظمته وقوانينه تاركين شريعة الله خلف ظهورهم. فهادي وحكومته وكذلك الإمارات وقطر ينفذون أوامر أسيادهم الإنجليز، أما الحوثيون فهم ينفذون مخططات أمريكا ويتدثرون بشعار "الموت لأمريكا" وهي التي تدافع عنهم وقد أنقذتهم مرات عديدة؛ منها إنقاذها لهم في الحديدة بمفاوضات السويد بعد أن كادت الإمارات وأتباعها تقضي عليهم فيها وتتركهم أثراً بعد عين، وها هي أمريكا بالفخ السياسي لخالد اليماني تنقذهم من جديد لترتفع شعبيتهم فيندفع البسطاء معهم في جبهات القتال فيأمنوا الخطر المحدق بهم.
إن طريق تحرير فلسطين معلوم غير مجهول عند المسلمين: وهو بتحريك الجيوش وإزالة كيان يهود منها.
فليست المسيرات التي يصنعها الحكام لتفريغ غضب الأمة المتصاعد ضد يهود هي التي تحرر فلسطين وأخواتها، بل إن ذلك هو التخدير بعينه ليكمل يهود مشروعهم المتمثل بإقامة (إسرائيل الكبرى)! كما يزعمون.
إن دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يسعى حزب التحرير في الأمة ومعها لإقامتها، هي وحدها التي سوف تحرك الجيوش لتحرير فلسطين وأخواتها وتطرد الكفار المستعمرين فيصبح احتلالهم أثراً بعد عين. ﴿وَيَقُولُونُ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.
بقلم: الأستاذ شايف الشرادي - اليمن
رأيك في الموضوع