قدم الرئيس هادي شكره لكل العرب الذين وقفوا مع اليمن وخاصة دول الخليج في لقاء مع قناة الجزيرة بُث بتاريخ (22/9/2016) بقوله: "لأنهم قدموا لليمن ما يفترض أن يقدموه، لأننا كنا أمام أحد أمرين: إما أن نسلم اليمن لإيران، ويصبح عدوا لهم وتصبح صنعاءالعاصمة العربية الرابعة التي تسيطر عليها إيران. أو نطلب منهم التدخل، وقد كان تدخلهم شجاعا".
أيضاقال رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر، إن "عاصفة الحزم" التي أطلقتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم منعت كارثة أمنية إقليمية كانت ستصيب العرب جميعاً، وأضاف بن دغر: "دعم مواقف السعودية في هذه المواجهة التاريخية ضد الفرس وأعوانهم واجب وطني، وموقف أخلاقي لمن أرادوا الخير لأنفسهم ولشعوبهم".
لقد كثرت التصريحات من قبل هادي وحكومته بخصوص الصراع في اليمن حيث يحاولون جاهدين أن يجعلوا منه صراعا طائفيا سنياً - شيعياً، أو فارسياً - عربياً لاستعطاف دول الخليج وشعوبها لمواجهة خطر وقوع اليمن بيد إيران كما يصورون طامعين في إعادتهم إلى الحكم تحت عباءة ما يسمى بإعادة الشرعية، مضللين أهل اليمن والعالم الإسلامي عن حقيقة الصراع في اليمن والذي هو حتما صراع سياسي تقوده الدول الكبرى أمريكا وبريطانيا وتتزاحمان للحفاظ على مصالحهما فيه بأدوات إقليمية ومحلية، فأمريكا التي تدعم الحوثيين عبر الأمم المتحدة وبالجلسات السرية مع الحوثيين لم ترَ أن دخول صنعاء من قبل الحوثيين يعتبر انقلابا بل لم تعده عملا إرهابيا، حيث الوصول للحكم عبر القوة من قبل جماعات مسلحة تطلق عليه إرهابا إلا إن كان من قبل من تدعمهم مع أنهم يرفعون شعار الصرخة بالموت (لأمريكا وإسرائيل) واللعنة على اليهود فهي تعلم حقيقة شعارهم وتريد أن تجعل منهم شرطي اليمن في مكافحة ما تسميه (الإرهاب)!!
إن هادي وحكومته الموالين للإنجليز يعلمون أن أمريكا تدعم الحوثيين وهي التي توحي لإيران بدعمهم ولولا الضوء الأخضر الأمريكي لإيران لما حصل الحوثيون على دعم إيران ولما تجرأت إيران على ذلك، وهم يعلمون أيضا أن عاصفة الحزم لم تكن من أجل سواد عيونهم وإعادتهم للسلطة بقدر ما كانت لغرض إنقاذ الحوثيين وتفادي سقوطهم المدوي الذي كان سينتج عنه زوالهم حيث توسعوا يلهثون وراء من يسمونهم الدواعش والتكفيريين في المحافظات الجنوبية التي ليس لهم فيها حاضنة شعبية ولا زخم، لقد أعطت أمريكا السعودية الضوء الأخضر لبدء عمليتها المسماة بعاصفة الحزم في اليمن مع دول الخليج لتدارك أمر الحوثيين للشرعنة لهم وإنقاذهم وإشراكهم في الحكم بعد أن كان علي صالح عميل الإنجليز المخلص يجهز الأمور للعودة للحكم خاصة بعد فرار هادي إلى عدن وإعلان الحوثيين للتعبئة العامة للقتال هناك بعد أن قامت المخابرات البريطانية بدور مهم في التخطيط مع بعض القبائل الموالية لها لتهريب الرئيس هادي حيث فرض عليه الحوثيون الحصار في منزله وقتلوا عددا من أقربائه، إن ما تخشاه السعودية في ظل حكم سلمان وابنه الموالين لأمريكا هو عودة علي صالح رجل الإنجليز أو ابنه للحكم فقد أرسل علي صالح ولده أحمد لمقابلة محمد بن سلمان وعرض عليه في بداية الحرب استعداده للقضاء على الحوثيين وإعادة الأمور إلى نصابها وحماية أمن السعودية في المناطق الحدودية لكن محمد بن سلمان عميل أمريكا لم يعر أي اهتمام لذلك كونه يعلم أن أمريكا منزعجة من علي صالح وابنه الذي استغل أمريكا باسم مكافحة (الإرهاب) وقد باتت تعلم الدور الذي لعبه علي صالح في علاقته بالقاعدة واستغلاله لها!!
لذلك لا عجب حين نرى السعودية تتحاور على انفراد مع الحوثيين وترفض الحوار مع علي صالح الذي يتوعدها إن هي لم تحاوره بالمزيد من الحرب والصواريخ الباليستية التي غالبا ما يطلقها الحرس الجمهوري الموالي له، فعلي صالح يريد إنهاك الطرفين الحوثيين والسعودية لصالحه، وقد بدأ الحوثيون يدركون ذلك وبدأت الخلافات بينهما تبدو على السطح وكل يحذر من الآخر أشد الحذر.
إن السعودية التي تخدع الأمة بأنها تحارب إيران تدرك أنها وإيران مجرد عملاء لأمريكا يتبادلون الأدوار في خدمتها وإثارة الطائفية المنتنة لأجل حشد الأتباع للقتال، بينما هي سياسيا تصرح على لسان عادل الجبير بأن إيران دولة مسلمة وأن الحوثيين جيران لهم ولا بد من إشراكهم في السلطة!!
إن مشروع إيران في المنطقة هو مشروع أمريكا ابتداء وإن السعودية تطمع أن تعطيها أمريكا الدور الموكول لإيران لتكون الشرطي الخادم لها في محاربة الإسلام، والذي ليس من ضمنه إيران وأحزابها في المنطقة حتى الآن، فهلا أفاقت الشعوب الإسلامية ووعت على الأدوار الخطيرة لهذه الأنظمة التي تؤجج الفتنة بين المسلمين خدمة للاستعمار ومخططاته؟!!
إن على أهل اليمن خاصة والمسلمين عامة أن يدركوا خطورة الأنظمة القائمة في بلادهم، والتي تخدم مصالح المستعمرين، وأن يعملوا لإزالتها قبل أن يزيلها الغرب الكافر حينما تصبح في نظره مجرد حذاء يبلى فيرميه، وليعملوا مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله فهو من كشف المؤامرات والعملاء، وليقيموا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي حصنهم الحصين، ومبايعة الإمام الجنة الذي يقاتلون من ورائه ويتقون به.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
رأيك في الموضوع