لم تأت الانتخابات الرئاسية في أوزبكستان التي جرت في ٢٩/٣/٢٠١٥م، بأي تغيير، لأن الانتخابات في كل دول آسيا الوسطى، شكليةً ليس إلا، فيتربع على العرش طغاةٌ مجرمون اغتصبوا الحكم بالغش والتهديد والقوة، فبقي كريموف لفترة رئاسية أخرى، بنسبة 90 بالمئة من الأصوات.
وبانتظار الانتخابات يكمل كريموف حربه على الإسلام والمسلمين وخاصةً حملة الدعوة من حزب التحرير، فبعد ذلك بأسبوعين في ١٣/٤/٢٠١٥م، في منطقة ألتيريسكي اعتقل ثمانية من شباب حزب التحرير، وبعد التحقيق الطويل أدخل اثنان منهم المستشفى في حالة خطيرة، وقبل ذلك في ٦/٤/٢٠١٥م حكم على ثلاثة عشر شاباً من حزب التحرير، والذين كانوا قد اعتقلوا في آب/أغسطس عام ٢٠١٤م.
يقوم النظام في الآونة الأخيرة بحملات الاعتقال والتنكيل باستخدام قوة خاصة تعرف باسم "القناع الأسود". هذه القوة السوداء الشيطانية مدججة بالسلاح، ليس لأفرادها أسماء ولا ترى وجوههم ولا علامات لهم، يقتحمون الأسواق والبيوت والسيارات ويقومون بالاعتقالات، ويستخدم هؤلاء من قبل النظام المجرم لإرهاب الناس وكسر إرادتهم، زيادة على ما يعانيه الناس من ذلٍ وإرهاب، فسياسة الإرهاب هذه تستخدم أيضاً خارج أوزبكستان، في القوقاز كالشيشان وداغستان وأنغوشيا كما تستخدم في روسيا.
إن ملاحقة حملة الدعوة المؤمنين المخلصين ليست مقصورة على الرجال بل لقد طالت الطاهرات العفيفات شقائق الرجال أيضاً، ورغم زيادة الاعتقالات والسجن والتنكيل إلا أن أعداد المحجبات في ازدياد يوماً بعد يوم، وهذا لا يروق للنظام المجرم فينكل بهن كما بث راديو الحرية في ٢٢/٤/٢٠١٥م "في أسواق مدينتي كاكاند ومرغيلان في شرق أوزبكستان هاجمت قوات الحرس الوطني الخاص مجموعة من النساء المحجبات وأجبروهن على خلع الحجاب". وهذا تم بطريقة حيوانية بشعة ومهينة وبالتهديد أن من ترفض ستعتقل، وهذه الهجمات ستستمر كل يوم.
والحقيقة أن هذا الهجوم والعداء من قبل هذ النظام المجرم للإسلام والمسلمين لا يوجد له ما يبرره، فهذه الممارسات تؤكد أن هذا النظام هو الشر بعينه، فهو يستظل بمظلة من يسمون بالعلماء الذين يعلمون جيداً أن الحجاب هو أمر وفرض من الله تعالى حيث يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ...﴾ وقال أيضاً: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾، ومع أن النصوص واضحة في الحجاب إلا أن علماء السلاطين هؤلاء صنعوا صنيع يهود الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ويضلون الناس بقولهم أن الحجاب عادة عربية ونحن في أوزبكستان لا يعنينا ذلك ويكفي نساءنا لبس المنديل "الذي لا يستر عورة".
فطالما بقي كريموف وعصابته في الحكم فلن يأمن الناس من شرهم، كالملاحقة والتعذيب والسجن والإهانات اليومية، وقتل المسلمين المستمر منذ ١٥ عاماً.
إن الذي يغير هذا الحال كلياً هو الخليفة المسلم العادل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
رأيك في الموضوع