قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه فوجئ بالاتجاه الذي اتخذه الربيع العربي عندما تولى مهام منصبه.
وفي مقابلة أجراها معه الإعلامي بيتر بيرغن من شبكة "سي أن أن" الفضائية الأمريكية وبُثت يوم الاثنين من الأسبوع الماضي قال أوباما "أعتقد أن جميعنا كان متفاجئا من الاتجاه الذي اتخذه الربيع العربي، وعندما توليت مهامي أعتقد أن جميعنا علم مدى هشاشة بعض هذه الأنظمة التي كانت لا تستجيب لشعوبها".
وقال إن بعض الأنظمة العربية كانت تفتقر إلى الكثير من وسائل الديمقراطية، كما كانت هنالك أيديولوجية مناهضة للغرب تختمر ومناهضة للحداثة في بعض الحالات. وأعرب الرئيس الأمريكي -الذي سيترك منصبه في كانون الثاني/يناير المقبل- عن اعتقاده بأنه لا أحد كان يتوقع على وجه اليقين ما وصفه بالخروج المفاجئ للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وتابع قائلا إن الكثيرين كانوا يأملون أن تسود في ما بعد الروح التي انعكست في ميدان التحرير بالقاهرة إبان انتفاضة الشعب المصري في عام 2011.
وقال إن تلك الروح "كانت أكثر تحررية وتؤمن بمجتمع مدني وبتعددية تجد مجالا للتعبير عن نفسها، لكن من الواضح أن ذلك لم يحدث".
وأوضح أوباما في تصريحاته خلال المقابلة أنه "حيث يمارس قمع قوي على المجتمع المدني وتسود حقيقة واحدة يصبح التدين ملزما، ومن ثم فإن هناك خطرا من أن تتحول الأمور بطريقة ما إلى اتجاه سلبي".
وقال "أعتقد أن قلة من الناس كانت تتوقع سرعة حدوث الكثير من ذلك، وكذلك النتائج غير العادية التي حدثت في أماكن مثل سوريا". (الجزيرة)
الراية: إن أهم ما ورد في كلام الرئيس الأمريكي هو قوله: "كانت هنالك أيديولوجية مناهضة للغرب تختمر ومناهضة للحداثة في بعض الحالات"، وقوله أيضا: ".. وتسود حقيقة واحدة يصبح التدين ملزما، ومن ثم فإن هناك خطرا من أن تتحول الأمور بطريقة ما إلى اتجاه سلبي"، وهو يقصد العقيدة الإسلامية التي تتناقض مع الحضارة الغربية وتحرّم أخذها، وفكرة الخلافة الراشدة الآخذة في الانتشار في أوساط المسلمين. إن ما يقض مضاجع الغرب عموما وأمريكا خصوصا هو هذا المعنى، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأمريكي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول من عام 2014 عندما قال: ".. لكن فيما نلقي نظرة على المستقبل، فإن هناك موضوعا واحدا يهدد بإطلاق دائرة صراع يمكن أن يُخرج التقدم عن مساره، إنه سرطان التطرّف العنيف الذي اجتاح الكثير جدًا من مناطق العالم الإسلامي...إننا نرفض أي إيحاء بوجود صدام بين الحضارات. إن الإيمان بالحروب الدينية التي لا نهاية لها، هو الفكرة المضللة التي يلوذ بها المتطرفون..". إن أوباما يصرّح عن حقيقة ما يعترض سبيل تنفيذ مشاريع الغرب في بلاد المسلمين أو يهدد تلك المشاريع وهو انتشار "أيديولوجية" لها نظرة تخالف نظرة الغربيين، وهذه النظرة الإسلامية تدفع المسلمين إلى إقامة دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة تطبق الإسلام وتحرر البلاد الإسلامية من كل نفوذ للدول الغربية.
رأيك في الموضوع