حذرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، من إقدام أو محاولة أي جهة دولية أو محلية على التعامل مع سلع ومنتجات وخدمات مستوطنات الاحتلال. وقد جاء هذا التحذير بعد أن تناقلت وسائل إخبارية أن البحرين لن تضع علامات تمييز على منتجات المستوطنات. هذا وقد نفى وزير الخارجية البحريني في وقت لاحق التصريحات التي نسبت لوزير التجارة والاقتصاد البحريني حول عدم تمييز بلاده بين منتجات المستوطنات غير الشرعية وبين منتجات "دولة الاحتلال"، بعد مضي أسابيع قلائل على خطوة البحرين التطبيعية مع كيان يهود، والتي سبق للسلطة أن وصفتها بالخيانية. هذا وعقب على ذلك المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في تعليق صحفي نشره على موقعه بقوله: لم يتبق لدى السلطة الذليلة أية مآخذ على هذه الخيانة، سوى الاعتراض على سماح البحرين باستقبال منتجات المستوطنات. أما باقي علاقاتها الأمنية والتجارية والسياحية مع كيان يهود الغاصب فلا بأس بها ولا يشوبها أي غبار من وجهة نظر السلطة. إن تراجع السلطة بسرعة البرق عن انتقاد خطوة البحرين الإجرامية التطبيعية يثبت أن معارضتها وجعجعتها بادئ الأمر لم تكن سوى مناورة تضليلية لامتصاص غضب الرأي العام الناقم على التطبيع والمطبعين. لا يوجد أي تفسير لمنطق السلطة القادر على التفريق بين ما هو من منتجات المستوطنات وبين ما هو من منتجات المدن والبلدات المحتلة منذ عام 48، إلا في قاموسها الانهزامي الخياني، كما أن منطقها المتناقض المعوج يفوق الوصف، فهي في الوقت الذي تزعم فيه أنها مع مقاطعة منتجات "المستوطنات" تعمل عينا ساهرة على حماية أمنها. تماما مثل منطق وزير خارجية البحرين المخزي الذي لم يعد يرى في كيان يهود أي مشكلة وانبرى لنفي عدم التمييز فقط. إن السلطة المنبطحة أمام أمريكا ويهود تحاول الظهور بمظهر البطولة بمثل هذه المسرحية الممجوجة، ويبدو أن خيانتها المتكررة تمنعها من إدراك أن البطولة الحقيقية التي تفضي لتحرير كل شبر في فلسطين لا تكون إلا باستنصار الأمة وجيوشها وبالعمل الدؤوب على اجتثاث كيان يهود من الوجود وإعادة فلسطين إلى جسم الأمة الإسلامية.
رأيك في الموضوع