قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم السبت الماضي، إن "الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي كلها مسيحية، ولا توجد بينها دولة مسلمة واحدة، وهذا أمر غير عادل"، مضيفا: "نحن نناضل ونسعى من أجل إنشاء عالم يسوده العدل".
وشدد أردوغان على ضرورة "إصلاح آلية العمل الحالية في منظمة الأمم المتحدة، وأن الإنسانية باتت بحاجة إلى مجلس أمن دولي تُمثل فيه كافة القارات، والجماعات الدينية".
ولفت الرئيس التركي خلال مشاركته في حفل افتتاح عدة مشاريع خدمية باسطنبول، إلى أن العالم أكبر من خمس دول، (في إشارة إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن)، متابعا: "ولا يمكن أن نترك مصير 196 دولة في العالم بين شفتي الأعضاء الدائمة، كان ذلك ممكنا في ظروف الحرب العالمية الأولى، لكن الآن لا". (عربي 21)
: إن أردوغان لو كان جادا في "نضاله" و"سعيه" لإنشاء عالم يسوده العدل، لبدأ بإعلان تركيا دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة تقوم على تطبيق الإسلام ليسود العدل، ولكن كيف يكون جادا وهو يلتزم دستورا عَلمانيا؟؟ ثم هل يخفى على أردوغان أن المشكلة في مجلس الأمن لا تتعلق بغياب دولة من الدول القائمة في العالم الإسلامي عن عضويته وإنما في كونه أداة من أدوات الدول الاستعمارية وبخاصة أمريكا، وأنه يعتمد قوانين ظالمة من تشريع تلك الدول، وأن دخول تركيا أو غيرها إلى عضوية مجلس الأمن لن يغير من الأمر شيئا؟؟!! ثم إن أردوغان، الذي فتح قاعدة انجيرليك في تركيا أمام القوات الأمريكية ويقيم علاقات مع كيان يهود وهو من الأدوات بيد الغرب في تنفيذ سياساته، يتكلم وكأنه يواجه الدول الغربية وتدخلاتها في العالم الإسلامي ويريد الدخول إلى مجلس الأمن ليكون موقفه أقوى!! ونقطة أخيرة: إن كل من يدرك واقع مجلس الأمن من كونه أداة بيد الدول الغربية الاستعمارية، ويريد التحرر من هيمنته، عليه أن يعمل ليس لإصلاحه بل لإيجاد رأي عام عالمي ضده تمهيدا لهدمه واستبدال منظمة عالمية جديدة به لا يكون للدول الاستعمارية عليها هيمنة أو سلطان، وأن تكون تلك المنظمة هيئة عالمية تقوم على إنصاف المظلوم ومنع الظلم، وإشاعة العدل بين البشرية جمعاء، بما لها من قوة معنوية تتمتع بها، ومن قوة رأي عام عالمي يؤازرها ويوليها تأييده ويمنحها احترامه وثقته، لكونها منظمة عالمية لا تعمل لحساب دولة من الدول، وإنما تعمل لمصلحة البشرية جمعاء.
رأيك في الموضوع