اعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن التوتر الذي شهده إقليم قره باغ مطلع الشهر الجاري أثبت حقيقة أن أرمينيا لا تريد السلام بل تسعى إلى إحباط مساعي التسوية.
وأضاف علييف خلال اجتماع وزاري يوم السبت الماضي، أن "الاشتباكات الدامية الأخيرة كشفت مرة أخرى، عن أن أرمينيا لا تريد السلام، بل ترنو إلى إفشال المسار التفاوضي، وتمعن في سياسة الاحتلال".
وأكد علييف أن أرمينيا وكلما حققت المفاوضات تقدما ملموسا، تلجأ على الدوام إلى ممارسة الاستفزازات في منطقة النزاع، مشيرا إلى أن لقاءه الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، في مدينة بيرنا الألمانية في كانون الأول/ديسمبر الماضي لم يفض إلى نتائج تذكر.
كما لفت علييف النظر في هذه المناسبة إلى أن الجيش الأذري قد أظهر قدرا عاليا من الجهوزية خلال الاشتباكات الأخيرة مع الجانب الأرميني وعزز مواقعه.
من جانبها نفت وزارة الدفاع الأرمينية، يوم السبت الماضي، إرسال يريفان قوات أو معدات عسكرية إلى منطقة النزاع. وفي حديث لوكالة تاس الروسية قال أرتسرون أوهانيسيان، سكرتير وزير الدفاع الأرميني، إنه "أثناء المواجهات التي جرت على خط التماس بين قره باغ وأذربيجان في الفترة ما بين 2 و6 من نيسان/أبريل، لم تستخدم سوى أسلحة جيش قره باغ"، دون أن تقوم أرمينيا بتحريك أي وحدة عسكرية أو آلية قتالية" إلى المنطقة. مع ذلك فقد اعترف سكرتير الوزارة بأن "عددا كبيرا من المتطوعين" توجهوا إلى قره باغ، مشيرا إلى أن "كثيرين" منهم ولا سيما الذين توجهوا إلى المنطقة لتقديم خدمات طبية، "يعودون إلى بيوتهم" حاليا.
يذكر أن النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول عائدية إقليم قره باغ الجبلي، كان قد اندلع سنة 1988، وخلص عام 1991 إلى إعلان الأغلبية الأرمنية بين سكان قره باغ الانفصال بالإقليم عن أذربيجان وقيام حكم ذاتي على أراضيه بإدارتهم. (روسيا اليوم)
: إن المعارك قد اشتعلت بشكل شبه مفاجئ على طول خط وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة كاراباخ الجبلية ليلة 2/4/2016... ويمكن الاستنتاج بأن النفوذ الروسي كان مستقراً للغاية في أرمينيا التي تستضيف واحدة من كبريات القواعد العسكرية الروسية التي تضم الفرقة 102 في الجيش الروسي ويتمركز فيها قرابة 5000 جندي روسي، وتقدم روسيا المنح والقروض لدولة أرمينيا الفقيرة بالموارد، وكانت تمدها بالدعم العسكري في حقبة النزاع مع أذربيجان على إقليم كاراباخ الجبلي قبل وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وكانت روسيا هي الوسيط الذي فرض وقف إطلاق النار سنة 1994 بين الطرفين، وكان ذلك لصالح أرمينيا إذ إنها وأشياعها في إقليم كاراباخ قد سيطروا على الإقليم الأذري بشكل كامل وتم احتلال 9% من أراضي أذربيجان الأخرى غرب وجنوب الأقليم، بل في شرقه أيضاً، ولذلك كانت روسيا مهتمة في وقف هذه الحرب الأخيرة... وأما دور أمريكا في هذه الحرب التي اشتعلت... فقد كان من وراء ستار بل دون ستار، فقد نشر موقع "المصري اليوم" في 31/3/2016 أن (رئيس أذربيجان قد طالب الأربعاء 30/3/2016 في واشنطن أمام وزير الخارجية الأمريكي كيري أرمينيا بأن تسحب "فورا" قواتها من ناغورني قره باخ، الإقليم الذي يخوض حوله البلدان نزاعا تحاول واشنطن منذ سنوات حله. واستقبل كيري الرئيس الأذربيجاني على هامش قمة دولية حول الأمن النووي ينظمها الرئيس باراك أوباما يومي الخميس والجمعة. وقال علييف للصحافيين أمام كيري "نحن ممتنون لحكومة الولايات المتحدة على جهودها الرامية لإيجاد سبيل لحل النزاع المديد بين أرمينيا وأذربيجان". وأضاف أن "النزاع يجب أن يحل على قاعدة قرار لمجلس الأمن يدعو لانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الأرمنية من أراضينا". أما كيري فدعا من جهته إلى "حل نهائي للنزاع المجمد في ناغورني قره باخ والذي يجب أن يكون حلاً تفاوضياً").
إن تصريحات الرئيس الأذري قبل اندلاع القتال بثلاثة أيام، ومن واشنطن، وبرفقة وزير الخارجية كيري، تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا هي التي تشعل الحرب في فناء روسيا القفقازي، وهذا تهديد للمصالح الروسية في أرمينيا والقفقاز، فهذه المنطقة شديدة الحساسية لروسيا... أي أن أمريكا بتفجير هذه الحرب إنما توجه صدمات ضاغطة في خاصرة روسيا... (من جواب سؤال لحزب التحرير في 9/4/2016)
رأيك في الموضوع