أجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو محادثات في طهران يوم السبت الماضي، ركزت على ترطيب العلاقات بين البلدين وتفعيل التعاون الاقتصادي في مجالات النفط والغاز والطاقة والنقل والسياحة والقضايا الجمركية والمصرفية. كما ناقشت آلية رفع كل العقبات لزيادة حجم التبادل التجاري إلى 30 بليون دولار سنوياً.
وصرح داود أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع إسحاق جهانجيري، نائب الرئيس الإيراني: «يجب أن تجد تركيا وإيران رؤية مشتركة لإنهاء القتال بين أشقائنا في الشرق الأوسط، ووقف الصراعات العرقية والطائفية». وزاد: «ربما اختلفت وجهات نظرنا، لكننا لا نستطيع تغيير تاريخنا أو جغرافيتنا».
وأمل رئيس الوزراء التركي بتشجيع الاستثمار المشترك المباشر «لأن عقبة العقوبات الدولية التي منعتنا من تحقيق هدفنا زالت، ما يعني أننا نستطيع بسهولة تجاوز حجم التجارة الثنائية المستهدف سابقاً، وهو 30 بليون دولار سنوياً»، علماً أن معهد الإحصاء التركي حدد حجم التبادل التجاري بين البلدين بـ 9.7 بليون دولار عام 2015.
وتصدّر تركيا معدات ومركبات ومنتجات حديد وصلب لإيران، فيما يمثل النفط والغاز الطبيعي 90 في المئة من صادرات إيران إلى تركيا. وتستضيف تركيا خط أنبوب الغاز الإيراني الممتد إلى دول أوروبية.
وأيّد جهانجيري تصريحات داود أوغلو قائلاً: «نختلف في مسائل إقليمية، لكننا عازمون على إيجاد نقاط تقارب لتحقيق الاستقرار في المنطقة والذي سيُفيد إيران وتركيا».
وزاد: «وجود التنظيمات الإرهابية يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة»، معتبراً أن زيارة داود أوغلو إلى طهران، وهي الأولى له منذ توليه منصب رئيس الوزراء، «تحظى بأهمية خاصة ويمكن أن تشكل منعطفاً في العلاقات بين إيران وتركيا اللتين ارتبطتا دائماً بعلاقات جوار طيبة، وتطورت منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا». (جريدة الحياة)
: إن من أهم ما يميز سياسة حكام تركيا في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية هو أنهم يكثرون من القيام بأعمال تخالف تصريحاتهم، فكثيرا ما يعلنون مواقف يظهر فيها أنها مليئة بالتحدي والمواجهة وما شاكل ذلك وإذ بالأعمال التي تأتي بعد تلك المواقف تكون مناقضة لها، ومنها ما يتصل بالعلاقة مع إيران. فمنذ مدة ليست قصيرة وحكام تركيا يشنون هجوما قويا "كلاميا" على إيران وينتقدون سياستها في المنطقة وتحديدا في سوريا، وأنها ومليشياتها يقتلون المسلمين في سوريا، ثم بعد ذلك تأتي زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء التركي إلى إيران لم يتم الإعلان عنها إلا قبل أيام قليلة من حصولها.. وأثناء الزيارة تكلم أوغلو، رئيس الوزراء التركي، عن "العلاقات التاريخية والثقافية مع إيران وعن الحاجة إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، وأن الخلاف حول سوريا لا يصح أن يفسد العلاقة بين الجانبين".. إن حكام تركيا كحكام إيران لا فرق بينهم، فهم لا يطبقون الإسلام وينفذون سياسات الغرب في بلاد المسلمين، وإن افتراقهم أو اجتماعهم لا يعود بالخير على المسلمين، وهو إنما يحصل بالقدر الذي يخدم أعداء الإسلام والمسلمين، كما هو حاصل بين إيران والسعودية.
.
رأيك في الموضوع