أورد موقع "إمارة أفغانستان الإسلامية" التابع لحركة طالبان الأفغانية بيانا للحركة يوم الجمعة الماضي نورد مقتطفات منه:
"يعلم جميع أصحاب الرأي المنصفين بأن الإمارة الإسلامية حركة أفغانية بحتة، منذ نشأتها قائمة على أساس الأصول الإسلامية والقيم الأفغانية والمسالمة، ومنذ اليوم الأول أحاديث زعامة الإمارة الإسلامية وكبار مسؤوليها، وبياناتها الرسمية تدور حول حل مشاكل الوطن الحنون أفغانستان ومتاعبه، واليوم أيضاً تدور على نفس المدار..
في العصر الحالي أصبحت الدنيا بمثابة قرية واحدة، التبادل التجاري، والقيم الاجتماعية والثقافية والعلمية المشتركة، والتعاون في جوانب أخرى للحياة من مطالب ومقتضيات العصر الحاضر، نحن ندعو إلى العلاقات الحميدة بل إلى توسعة العلاقات مع جميع دول العالم بشمول الدول الإسلامية في ضوء المصالح الإسلامية والوطنية على أساس التفاهم.
إن للإمارة الإسلامية رسالة واضحة لجميع دول العالم وخاصة الدول الإسلامية بأننا دعاة لإقامة الروابط، واستحكام الروابط الحسنة، من الأفضل أن نتواصل من القرب، وأن نتبادل الأراء حول الأهداف والقيم، نحن نقول بكامل الاطمئنان بأن الجهاد الجاري في أفغانستان حق شرعي وقانوني للأفغان، لأن بلادنا تحت احتلال أمريكا عملاً، وداست على استقلالنا وحاكميتنا الوطنية، قتلت عشرات الآلاف من مواطنينا الأبرياء، وآذت ملايين من أفراد شعبنا، لذا لنا حق الدفاع عن قيمنا الإسلامية ومصالحنا الوطنية، ومن جهة أخرى هذه حقيقة ساطعة بأنه ليس لنا أي تحرك عسكري خارج بلادنا. والله الموفق".
: إن المدقق في البيان يجد أن الحركة تقدّم نفسها بمظهر "الاعتدال"، الذي يجعلها مقبولة لدى الدول الغربية.. فهي تقدم نفسها بوصفها حركة أفغانية وطنية لا علاقة لها بقضايا المسلمين، وهي تتكلم في البيان عن قيم اجتماعية وثقافية مشتركة وعن تبادل للآراء حول الأهداف والقيم!! مبتعدة عن جعل الإسلام وحده مصدر القيم والتمسك بها بوصفها القيم الحقيقية التي يجب جعلها هي السائدة في أفغانستان وفي غيرها من البلاد. وهي تتكلم عن إقامة علاقات حميدة مع كل دول العالم، مما يعني أن الحركة لا تجعل الإسلام أساسا في علاقاتها الخارجية، إذ المشكلة في نظرها مع أمريكا إنما تنحصر في احتلالها لأفغانستان، وأما احتلالها للعراق واستعمارها لكثير من البلاد الإسلامية وعداؤها للإسلام والمسلمين فلا شأن لحركة طالبان به!! واللافت أن هذا البيان صدر بعد 4 أيام من عقد الجولة الأولى من الحوار الرباعي الرامي إلى تحريك عملية السلام في أفغانستان والذي شارك فيه إلى جانب أفغانستان وباكستان كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين. ويهدف هذا الحوار الرباعي الذي انعقد في باكستان إلى إحياء المحادثات مع حركة طالبان والتي توقفت صيف العام الماضي.
رأيك في الموضوع