صوت مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي على قرار دولي جديد بشأن سوريا. وتضمن القرار الذي يحمل رقم 2254 -وهو مشروع قرار أمريكي- عددا من البنود، فقد اعتمد بيان جنيف ودعم بيانات فيينا الخاصة بسوريا، باعتبارها الأرضية الأساسية لتحقيق عملية الانتقال السياسي بهدف إنهاء النزاع في سوريا، وشدد على أن الشعب السوري هو من سيحدد مستقبل سوريا.
ونص القرار على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ممثلي النظام والمعارضة السورييْن للمشاركة "على وجه السرعة" في مفاوضات رسمية بشأن مسار الانتقال السياسي، على أن تبدأ تلك المفاوضات مطلع كانون الثاني/يناير 2016 "بهدف التوصل إلى تسوية سياسية دائمة للأزمة".
وأعرب عن دعم مجلس الأمن للمسار السياسي السوري تحت إشراف الأمم المتحدة لتشكيل هيئة حكم ذات مصداقية، وتشمل الجميع وغير طائفية، واعتماد مسار صياغة دستور جديد لسوريا في غضون ستة أشهر.
وجدد القرار دعم مجلس الأمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة على أساس الدستور الجديد في غضون 18 شهرا تحت إشراف الأمم المتحدة.
كما أعرب عن دعم مجلس الأمن لضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في كافة المناطق السورية حال اتخاذ ممثلي النظام والمعارضة السورية الخطوات الأولى نحو الانتقال السياسي برعاية الأمم المتحدة. (الجزيرة نت)
: إن المدقق في القرار الدولي الجديد الذي يحمل الرقم 2254 يجد أن أهم ما فيه هو حمل الفصائل المسلحة في سوريا على الجلوس مع النظام السوري، ووقف إطلاق النار، وبالإضافة إلى ذلك فإن القرار قد اعتمد بيان جنيف وبيانات فيينا الخاصة بسوريا والتي تم الاتفاق فيها بحسب ما صرح وزيرا خارجية أمريكا وروسيا: "على ضرورة بقاء سوريا دولة علمانية". إن هذا القرار في حال تم التقيد به وتنفيذه لا يعني فقط أن تضحيات أهل سوريا قد ذهبت هباءً، بل يعني أن تلك التضحيات كانت نتيجتها تركيز نفوذ الكفار المستعمِرين في سوريا وعلى رأسهم أمريكا.. فأهل سوريا لم يثوروا لاستبدال عميل بعميل، ولم يقدّموا التضحيات التي قل نظيرها ليستمر خضوعهم للهيمنة الغربية، ولم يصبروا على ما لاقوه من بطش النظام وسائر أدوات أمريكا وسط تخلي العالم عنهم من أجل أن يعود حالهم كما كان خلال حكم المقبور حافظ الأسد ومن بعده ابنه مع بعض التعديلات الشكلية، وإنما هم قاموا وبذلوا الغالي والنفيس للتحرر الحقيقي والتغيير الشامل على أساس عقيدتهم الإسلامية التي يؤمنون بها والتي توجب عليهم أن يكون عيشهم إسلاميا في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.. إن على أهل الشام أن يدركوا أن كل من يسير في ركاب أمريكا ومن معها ويقبل بالقرار الدولي الجديد ويسعى لتنفيذه فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين فيجب نبذه وكشفه والأخذ على يديه، وإن لهم عبرة في تجارب المسلمين في بلاد أخرى حين قادهم العملاء والخونة، فإن تضحياتهم جُعِلت وقودا لتنفيذ سياسة الكفار المستعمِرين.. فأهل فلسطين قدموا التضحيات لتحرير فلسطين وإذ بقادتهم العملاء في منظمة التحرير يجعلون تلك التضحيات أداة للتنازل عن فلسطين لكيان يهود، وأهل مصر ثاروا للتغيير وإذ بقادة الثورة الذين يتصف بعضهم بالجهل وبعضهم بالتبعية يجعلون تضحيات أهل مصر في خدمة السياسة الأمريكية، وهذا ما يجري في اليمن وليبيا والعراق وبلاد أخرى.. فالحذر الحذر يا أهل الشام فإياكم أن تسجلوا على أنفسكم أنكم ثرتم وضحيتم ثم كان عاقبة ذلك تركيزا لنفوذ الكفار المستعمِرين من خلال حفنة من العملاء، بل قوموا بما يرضي الله من الثبات والصبر فيذكركم الله تعالى وملائكته وعباده الصالحون في عدم خضوعكم، وأن تضحياتكم كانت جسرا للعبور إلى دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، وإنكم أهل لذلك بإذن الله.
رأيك في الموضوع