في الوقت الذي كانت ميانمار تستعد إلى الدخول في انتخابات تشريعية "الأحد الماضي"، كان يعيش قسم من سكانها من مسلمي الروهينغا قلقا من فترة ما بعد الانتخابات، في ظل اضطهادهم وحرمانهم من الجنسية.
ولأول مرة سيسمح لمراقبين دوليين متابعةَ هذه الانتخابات التي جرت يوم الأحد 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، التي تقول السلطات إنها ستدخل البلاد في مرحلة من الديمقراطية، بينما تتصاعد أصوات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان المنددة بممارسات التضييق على المعارضين والاضطهاد الذي يقع على أقلية الروهينغا.
وقد جرت الانتخابات دون السماح بمشاركة المسلمين الروهينغا المتمركزين في إقليم راخين جنوب غرب البلاد، فيما سيسمح ولأول مرة للصحفيين والمراقبين الأجانب بمتابعة هذه الانتخابات.
وفي الوقت الذي تدعي فيه السلطات أن هذه الانتخابات "ستدخل البلاد إلى مرحلة الديمقراطية الكاملة" يشكك مراقبون في ذلك على ضوء الاضطهاد المستمر لمسلمي "الروهينغا" وإقصائهم من المشاركة في الانتخابات ترشحًا وتصويتا... وبناء على حرمان السلطات الكثير من المسلمين من حق التصويت، لم يتجرأ أي حزب على ترشيح مسلم واحد ضمن قوائمه. (روسيا اليوم)
:إن مأساة مسلمي بورما لا تقل أبدا عن مآسي أهل فلسطين والبوسنة والشيشان وسوريا والعراق واليمن وغيرها الكثير. والذي يوجد الفارق في أذهان الناس بين مأساة وأخرى ليس حجم المأساة نفسها، وإنما وسائل الإعلام المرتبطة بسياسات دول عدوة للمسلمين، والتي تلعب دوراً في إيجاد الاهتمام بمأساة دون أخرى، وبالكيفية التي تراها.. ففي خلال الاستعمار البريطاني لبورما قامت بريطانيا بطرد المسلمين من وظائفهم وإحلال البوذيين مكانهم، ومصادرة أملاكهم وتوزيعها على البوذيين، والزج بالمسلمين وخاصة قادتهم في السجون أو نفيهم خارج بلادهم، وقامت بإمداد البوذيين بالسلاح الذين ارتكبوا مجازر كثيرة بحق المسلمين..وبعد أن أجبر اليابانيون البريطانيين على الانسحاب من بورما إلى الهند عام 1942، قاموا مع البوذيّين البورميين المتحالفين مع الجيش الياباني بارتكاب أعمال وحشية ضد المسلمين، حيث قتلوا وأحرقوا ما يزيد عن ثلاثمئة قرية من قرى المسلمين، وقد وصف العديد من المؤرخين تلك المجزرة بأنها "هولوكست" أراكان، نظرا لفظاعتها ووحشيتها وكثرة عدد ضحاياها.. ولا تزال مأساتهم مستمرة إلى اليوم وبأشكال فظيعة.. واليوم تجري الانتخابات في ميانمار في ظل منعهم من المشاركة فيها ترشحا وتصويتا وسط رضا دولي عن ذلك بصرف النظر عن بعض الأصوات التي تخرج من هنا وهناك، فبمجرد أن تجري الانتخابات في ظل وجود مراقبين دوليين يعني ذلك أن الأساس الذي تقوم عليه الانتخابات مقبول.. إن مأساة المسلمين في ميانمار جديرة بأن تجعل المسلمين يدركون أن مآسيهم في كل البلاد سببها واحد وهو غياب دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحمي المسلمين وتجعلهم قوة مؤثرة يهابهم أعداؤهم ويحسبون ألف حساب قبل التفكير بالإساءة إليهم.
رأيك في الموضوع