إن فارساً غدا اليوم من الأردن فكان سلاحه لسانه الذي ينطق به، وطلقاته صوته الذي يصدح به، وكل طلقة تقول إن أهل الأردن يتألمون لكل ما يصيب أهل فلسطين سواء في غزة الجريحة أم الضفة النازفة، وإن أهل فلسطين وأهل الأردن جزء من لحمة واحدة اسمها أمة الإسلام، يؤلمها أن ترى طفلاً يبكي في حجر أخيه وتهتف كلماته باسم أمه، وتنزل دمعاته منزل النار في قلوب أبناء الأمة حتى يغلي الدم في عروق الأردن والشام والعراق ومصر... إنها أمة تغلي ويعبر عن حالها ذاك الشهيد ماهر الجازي الذي تجاوز الحواجز التي تحول بينه وبين نصرة أهله ونصرة المسجد الأقصى وهو بهذا العمل البطولي يقول لمن خلفه من مئات الآلاف من الجنود والأركان: أما تاقت نفوسكم إلى الزحف نحو مسرى رسولكم لتحريره من رجس الغاصبين؟! يستبشر بمن خلفه أن يلحقوا به مكبرين لتحقيق وعد الله وبشرى رسوله، يستبشر بالذين من خلفه من الجنود والأركان أن يكسروا القيود ويزيلوا الأنظمة التي تحول بينهم وبين نصرة دينهم ومسرى رسولهم، ونقول هذا لأننا نعلم أن الأمة الإسلامية تتوق للجهاد في سبيل الله وتحرير الأرض المباركة... ولكن النظام في الأردن - كما بقية الأنظمة - في موالاة وإمداد وحماية لكيان يهود هو حال الدخيل الغريب على الأمة وتكاد تخرجه من جسدها بعزيمة رجال مؤمنين. وإن الأصوات التي تقول إن الأمة لم يبق فيها نخوة ولا نجدة يخمدها أمثال هذا البطل ماهر الجازي الذي يذكرنا بمشهور حديثة الجازي صاحب وقعة الكرامة والشيخ هارون الجازي الذي قاد الكتائب في معركة القدس عام 1948، ويرفع مكانها صوت الذين يقولون لولا قيد وضع في يدنا وأغلال ربطت أرجلنا لكنا نمسح دمع أهل غزة ونعتذر منهم على تأخرنا، ولولا ذلك القيد لعفر تراب المسجد الأقصى جباهنا ونحن نبكي فيه فرحاً بتحريره واستغفاراً لتقصيرنا فيما سبق. وإن أمة متوقدة للجهاد في سبيل الله وشوقاً لمسرى رسول الله ﷺ وحرقة على مصاب فلسطين لأمة حية لا تموت، وإنها لقادرة على كسر قيدها إن صدقت الله في أمرها. وإننا لنرى جيش الإسلام يدخل بيت المقدس كما فتحه عمر وحرره صلاح الدين، نراه أمراً كائناً بإذن الله ولا ريب، ونرجو الله أن نشهده، فيا فوز من كان من ذلك الجيش.
رأيك في الموضوع