اعتقلت الأجهزة الأمنية في الأردن، عشرات المواطنين، خلال توجههم للمشاركة في فعالية احتجاجية مقابل السفارة (الإسرائيلية) في العاصمة عمان، وحولتهم إلى القضاء.
ونقلت صحيفة "السبيل" المحلية عن محامين في لجنة الحريات في نقابة المحامين أن عدد الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية الأحد، بلغ 98 شخصا تم تحويلهم جميعا إلى المدعي العام يوم الاثنين. من جهته أدان "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" اعتقال المتظاهرين والمشاركين في الاعتصام الشعبي الحاشد حول سفارة الاحتلال. (عربي 21، 25/03/2024)
تعليقا على هذا الخبر كتب الأستاذ محمد أبو هشام لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير بأنه لم يعد خافيا على أحد قيام الأنظمة العميلة الحاكمة في بلاد المسلمين بالوقوف جنبا إلى جنب مع يهود في حرب الإبادة التي يشنها على غزة وأهلها، في إشارة واضحة إلى أن مصير يهود والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين إنما هو مصير واحد، وسقوط أحدهما يعني سقوط الآخر، ولذلك يؤازر بعضهم بعضا، وأخبار إمداد النظام في الأردن يهود بالخضروات والفواكه، والقواعد الأمريكية والفرنسية في الأردن لإمداد يهود بما يلزم من السلاح، عدا عن الممر البري الذي يوصل البضائع إلى يهود عن طريق الأردن، كل هذه الأخبار تتصدر العديد من الصحف الأردنية وغيرها ولا يخجل النظام من ذلك بل يقوم بكل هذا سافرا متحديا لمشاعر الأمة ضاربا بحالة الغليان التي تعصف ببلاده وسائر بلاد المسلمين عرض الحائط.
وتابع الأستاذ أبو هشام بأن النظام لم يكتف بكل هذه الجرائم بل أراد من شعب الأردن المسلم ألا يُظهر أي نوع من التعاطف والمساندة لأهل غزة، وأن يقف موقف المتفرج على المذابح في غزة، وعندما خيّب أهل الأردن الشرفاء ظن هذا النظام الفاجر وأظهروا وقوفهم ومساندتهم لأهل غزة وتوجهوا إلى سفارة الاحتلال، ولولا تدخل قوى الأمن لجعلوها أثرا بعد عين، عند ذلك تحركت الأجهزة الأمنية وضربت عددا من المتظاهرين واعتقلت العشرات.
لقد وجه أهل الأردن بمظاهراتهم وتوجههم إلى سفارة الاحتلال رسائل عدة إلى النظام الخائن ومَن خلفه؛ منها أن أهل الأردن وأهل فلسطين وسائر المسلمين هم أمة واحدة؛ عقيدتهم واحدة ومصيرهم واحد، وهم كالجسد الواحد «إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». أما الرسالة الثانية فهي أن حدود سايكس بيكو التي أقامها الكافر المستعمر ويحافظ عليها الحكام العملاء لا وجود لها في وجدان المسلمين، وأن الكافر المستعمر وأذنابه وإن نجحوا بتمزيق دولة الإسلام إلى دويلات كرتونية فإنهم لم ولن ينجحوا في القضاء على مشاعر المسلمين الواحدة، فحالة الغضب التي تعصف بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها جراء الحرب الوحشية التي يشنها يهود على أهل غزة أوشكت بإذن الله أن تتحول إلى زلزال سيقلب عروش الظالمين رأسا على عقب وإلى نار ستحرق يهود ومَن تآمر معهم ومنهم النظام الأردني الآيل للسقوط أصلا، وإن غدا لناظره لقريب.
وختم الأستاذ أبو هشام تعليقه بالقول: إن أمة الإسلام ستبقى فريسة لكل طامع، وبلاد المسلمين ستبقى مسرحا لحروب طاحنة وقودها أبناء المسلمين طالما بقيت بلا خليفة يسوسها ويحفظ بيضتها ويجاهد دونها، فإلى العمل لإقامة دولة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون، فبها تعزون وبها يخسأ عدوكم وبها تمتلئ الأرض قسطا وعدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا، ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
رأيك في الموضوع