ذكرت قناة الجزيرة، تحت عنوان "اتفاق بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية على وقف العمليات العسكرية في جنين" نقلا عن القناة 14 العبرية المحسوبة على اليمين، قولها إن حكومة بنيامين نتنياهو أصدرت تعليماتها للجيش وجهاز المخابرات "الشاباك" بتجميد العمليات العسكرية في منطقة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وقالت إن ذلك جاء بعد حوار جرى في الآونة الأخيرة بين كيان يهود والسلطة الفلسطينية، تم الاتفاق خلاله على تجميد كيان يهود عملياته العسكرية في أقرب وقت، وأضافت تلك القناة أنه تم الاتفاق على أن تقتصر عمليات كيان يهود على من تسميهم "القنبلة الموقوتة"، وذلك من أجل منح أجهزة الأمن الفلسطينية فرصة لاستعادة سيطرتها التي فقدتها على منطقة جنين.
من جهته عقب المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين على هذا الخبر بتعليق صحفي نشره على مواقعه مفاده: أن الأخبار مثلها مثل الأحداث لا تزال تؤكد أن موقف السلطة الفلسطينية في العلاقة بين كيان يهود وأهل فلسطين لا يتمثل فقط في عجزها الذي تتستر خلفه، وإن كان مخزيا، وانعدام حضورها أو جدواها في الدفاع عن أهل فلسطين، بل ويتمثل كذلك في انخراطها في ما يحاك أو يمارس ضدهم مما يقوم به الكيان الغاصب، بحيث إن ما تسكت عنه السلطة يفضحه كيان يهود، وبحيث إن قمم العقبة وشرم الشيخ، وما ترتب عليها من خطط أمنية ومن زيارات الجنرالات الأمريكان وما رشح منها من قرارات وخطط لتصفيات بؤر المجاهدين في جنين ونابلس وغيرهما، كانت السلطة حاضرة فيها وطرفا من أطرافها، وإن مما يدعم هذه الحقائق ما بات يذكر صباحا ومساء على لسان قادة يهود من أقوال عن دعمهم السلطة حتى لا تنهار، وعن أهمية السلطة لكيانهم المسخ ومصلحتهم فيها، وتقاريرهم التي تتكلم عن الضرورات والمتطلبات لتمكين السلطة وترميم نفوذها المهترئ، بحيث يبدو الأمر في حقيقته وكأن ما حصل في جنين في الفترة الماضية عمليات لغرض مزدوج.
وأضاف التعليق الصحفي: إن ما جاء في الخبر المذكور أعلاه يؤكد السياق السابق، حيث إن الاتفاق على الوقف أو التجميد مع إبقاء استهداف المجاهدين أو ما أسموه بـ"القنابل الموقوتة" ليشير إلى أن العلاقة هي شراكة في إدارة التصفية والحرب على أهل فلسطين، أو أقله الإقرار والرضا والسكوت، والحاصل أن مشروع السلطة منذ اتفاق أوسلو قبل عشرات السنين لم يتطور إلا ليكون تكميليا لمشروع كيان يهود البغيض، وفي الوقت الذي ينتهك فيه أهل فلسطين ويقتلون، يستمر التمدد والانتفاخ السرطاني لكيان يهود، بالغطرسة والاستيطان، وكأنه ليس للسلطة دور أو وظيفة سوى إحكام القبضة على أهل فلسطين، وغل أيديهم، بحيث لا تخلي بينهم وبين عدوهم لمناجزته، ولكنها بالمقابل تخلي بين عدوهم وبينهم ليمارس إجرامه عليهم.
وتابع التعليق: إن أهل فلسطين، وقد بات ما يسمى بـ"المشروع الوطني" للسلطة الفلسطينية خادما للمشروع المشؤوم المسمى بكيان يهود، لا خلاص لهم إلا بإرجاع قضيتهم لحضن أمتهم واستنصار جيوشها للتحرك للإطاحة بعروش حكام المسلمين العملاء الخائنين وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تنخرط فيها الأمة وجيوشها وقواها الحية لاجتثاث كيان يهود الغاصب وكل ما يرتبط به.
رأيك في الموضوع