إن الخلافة ليست شعاراً يرفع ولا إجابة مشاعرية على كل سؤال يطرح بل هي كيان تنفيذي يطبق نظام حياة كاملا متكاملا - نظام الإسلام - ينظم شؤون الناس في شتى مجالات الحياة، ففيه نظام اقتصادي قادر على تخليص العالم من كوارث الرأسمالية وجشعها وتكديسها للثروات وتبديدها للمقدرات ونهبها للأمم والشعوب ونشرها للحروب والدمار في صراعات وتسابق استعماري بين الدول الكبرى على نهب البلاد والمقدرات، فيه نظام اقتصادي يوزع الثروات ويمنع تكديسها ويقضي على الفقر والعوز ويوفر الحاجات الأساسية للناس ويساعدهم على توفير الكماليات، وفيه نظام اجتماعي لتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة قادر على تخليص البشرية وخاصة في بلاد الغرب من قلة الإنجاب ومن السفاح والشذوذ واستعباد النساء وشبح الاغتصاب وتفكك الأسر وانتشار الطلاق وضياع الأبناء واختلاط الأنساب وانحلال الأخلاق حتى باتت بعض الدول الغربية وكأنها بيت دعارة كبير، وفيه نظام سياسي قائم على حفظ الدماء ومحاربة الاستعمار وتخليص الشعوب من الظلم والضلال والاستبداد، نظام سياسته الخارجية تقوم على حمل رسالة الإسلام للبشرية لإخراجها من الظلمات إلى النور وتخليصها مما هي فيه من قهر وظلم وضياع، سياسة خارجية تحرك الجيوش وتعلن الجهاد لكسر الحواجز التي تحول بين الناس وعدل الإسلام وليس لنهب الثروات واستعباد الشعوب واستعراض العضلات وتدمير البلاد، وفيه نظام حكم يحمي الدولة من الصراعات والاقتتال ويمنع الانقسام ويحقق التوازن والقوة بصلاحيات بينتها وفصلتها الأحكام الشرعية من لدن خبير، فيه عقيدة تقنع العقل وتملأ القلب طمأنينة، عقيدة تقضي على العنصرية والطبقية وتصهر الناس في بوتقة واحدة لا فضل فيها لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.
رأيك في الموضوع