عقد مجلس النواب العراقي مساء الأحد 2023/3/26م جلسته المخصصة للتصويت على باقي فقرات تعديل قانون الانتخابات، وقد شهدت الجلسة فوضى عارمة، بسبب إصرار الإطار التنسيقي على تمرير قانون سانت ليغو المعدل وهو اعتماد القاسم الانتخابي 1.7، بدل 1.4، الذي سيجعل حظوظ الكتل الصغيرة ضعيفة جداً بالحصول على مقاعد في البرلمان، الأمر الذي أثار جدلاً من ناشطين ونواب مستقلين، إذ يرونه قانوناً فُصِّل على مقاس القوى النافذة في البلاد، حيث يُعيد نظام الدائرة الواحدة، وقد علت هتافات النواب المستقلين والكتل الناشئة، وتسببت بحالة من الفوضى، أُوقفت على إثرها الجلسة، لتتطور بعد ذلك، إلى مشادة كلامية بين المستقلين ونواب عن الإطار التنسيقي، ليقرر رئيس البرلمان إحالة بعض النواب المستقلين إلى لجنة السلوك النيابي، نتيجة للفوضى وشهدت الجلسة مشادات كلامية واعتداءً بالضرب على النواب المستقلين، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل، ومع استمرار الاحتجاج طالب رئيس البرلمان حرس مجلس النواب من قوات البيشمركة التدخل لإخراج المستقلين.
وتعقيبا على ذلك قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق: "وهكذا نرى وبوضوح أنَّ الانتخاب وإن كان أسلوباً عاماً، ولكنه في النظام الديمقراطي العفن يُساء استخدامه ويُحرَّف لمصالح القوى المتنفذة في البلد، فينقلب الديمقراطي المسالم كما يدَّعون وقد أزال القناع عن وجهه إلى دكتاتور يهدد ويتوعد".
وأضاف البيان الصحفي: "وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب العراقي من الجوع والحرمان والفاقة، والغلاء الذي أثقل كاهله، نرى مدى استخفاف هذه الطغمة الحاكمة، ونراهم يجتمعون ويقررون، ولا هم لهم إلا ما يحفظ مصالحهم، فإقرار الموازنة بين شد وجذب منذ تشكيل الحكومة إلى الآن، ولكنهم في إقرار ما يحفظ مصالحهم يتسابقون ويتكادمون تكادم الحمير".
ثم توجه البيان بالخطاب إلى المسلمين في العراق بقوله: "هذا هو النظام الذي جاءت به أمريكا، نظام عفن يحمي السراق والمجرمين، وينشر الظلم والفوضى، هذا هو العراق الجديد الذي وعدت به، عراق بلا سيادة ولا صناعة ولا زراعة، تُنهب ثرواته ويعيش أهله تحت خط الفقر، تنتشر فيه العصابات والمخدرات والأمراض، فاقد للأمن والأمان، وهؤلاء الذين جاءت بهم وسلطتهم على رقابكم، نكراء مجهولون، جعلوا من البلد فيئاً لهم ولعوائلهم، ولا يهمهم بأي واد تهلكون".
وتابع البيان: "فهل حالكم هذا يُرضي الله ورسوله ﷺ؟! عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ»، وعليه فلا يجوز لكم السكوت على المنكر، وهل هناك منكر أكبر من ترك شرع الله وتنازع سيادته وجعلها بيد الإنسان العاجز الناقص المحتاج؟! وهل هناك ذلٌّ أكبر من أن تعيشوا حياة تخالف دينكم؟! فحقكم وحق الله لا يُعطى هبة من أعدائكم ولكنه يُنتزع منهم".
وختم البيان موجها نداءه لأهل العراق لنيل حقوقهم والخروج من هذه الأزمات التي باتت تلازمهم، فقال: "فإلى العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وتحكيم شرع الله ندعوكم أيُّها المسلمون، لتنالوا حقوقكم، وتعيشوا العز الذي فقدتموه منذ قرن من الزمن، وتُبرؤوا ذمتكم أمام الله ببيعة إمام يحكمكم بشرع الله، قال رسول الله ﷺ: «وَمَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»."
رأيك في الموضوع