أيها المسلمون: كنتم خير أمة أخرجت للناس، أتباعَ محمد ﷺ، خاتمِ النبيين وإمامِ المجاهدين، أجدادكم الخلفاء الراشدون والقادة الفاتحون، أنتم أحفاد الناصر صلاح الدين قاهر الصليبيين ومحرر بيت المقدس من دنسهم في مثل هذا الشهر العظيم رجب 583هـ، أحفاد قطز وبيبرس قاهرَيِ التتار، أحفادُ محمد الفاتح الأمير الشاب الذي لَم يجاوز الثالثة والعشرين عندما فتح القسطنطينية في 857هـ-1453م، فشرفه الله بمدح رسول الله ﷺ في الحديث الذي أخرجه أحمد عن بِشر الخثعمي «فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ». أحفادُ الخليفة سليمان القانوني الذي استغاثت به فرنسا في القرن السادس عشر الميلادي 1525م لفك أسر ملكها... أحفادُ الخليفة سليم الثالث، الذي في عهده دفعت الولايات المتحدة الأمريكية ضريبةً سنويةً للسماح لسفنها الأمريكية أن تمر بأمان من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط دون تعرض البحرية العثمانية في ولاية الجزائر للسفن الأمريكية، ولأول مرة تجبر أمريكا أن توقع معاهدةً بغير لغتها بل بلغة دولة أخرى (الدولة العثمانية) سنة 1210هـ-1795م... أحفادُ الخليفة عبد الحميد الذي لَم تغره الملايين الذهبية التي عرضها اليهود لخزينة الدولة للسماح لهم بالاستيطان في فلسطين... أحفادُ الذين اخترعوا الساعة فأهدوا واحدةً منها إلى شارلمان أعظمِ ملوك أوروبا حينها فظنتها حاشيته، علية القوم عنده، ظنوها ملأى بالعفاريت والجن! هكذا كنا في أفكارنا المنيرة المستنيرة وهكذا كانوا في أفكارهم الخاوية السقيمة.
يا أهل القوة والمنعة... يا أحفادَ خالد وصلاح الدين ومحمد الفاتح: إنكم أنتم فقط من يستطيع شفاء صدر الأمة من أعدائها أعداء دينكم، أنتم فقط من يستطيع كسر الهوان الذي وصل إليه المسلمون في بلادهم، بلاد الإسلام... وسيكون لكم شرف البدء وتحقيق أمل الأمة بل وستتبعكم الأمة كلها، وكلُّ جندها من أمامها ومن خلفها، فلن تكونوا وحدكم بإذن الله تعالى، فقوموا إلى واجبكم بارك الله بكم، قوموا إلى نصرتنا، نصرةِ حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة، فهي ليست طريقَ النصر فحسب من باب وصف الواقع، بل لأنها في الدرجة الأولى فرضٌ عظيم، فبها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وبدونها لا تطبق الأحكام على الناس ولا تقام بينهم الحدود... ومن لا يعمل لإقامة الخلافةِ وإيجاد الخليفةِ وهو قادرٌ فإثمه عظيم كأنه مات ميتة جاهلية للدلالة على شدة الإثم «...وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»...
يا أهل القوة والمنعة... يا أهل النصرة... يا جيوش المسلمين: أليس منكم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر، وسعدُ بن معاذ الذين نصروا الله سبحانه ورسوله ﷺ ففازوا في الدنيا والآخرة؟ حتى إن عرش الرحمن قد اهتز لموت سعد بن معاذ لنصرته دين الله، أخرج البخاري عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوت سعد بن معاذ»... أفليس منكم رجل رشيد ينصر الله ورسوله وأهل دعوته؟ إن الأمة تنتظركم، تنتظر منكم أن تكبِّروا فتكبرَ معكم، وتخفقَ الراية بأيديكم فيهللوا لكم، وبهذا وحده تنهضُ الأمةُ، وتقيم الخلافة الراشدة التي تطبقُ الإسلام في الداخل وتحملُه للعالم بالدعوةِ والجهاد، فينصرُها اللهُ سبحانه: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.
رأيك في الموضوع