يجب على قيادة هيئة تحرير الشام أن تدرك أن مشكلتها ليست مع حزب التحرير، بل مع الأمة الإسلامية بأسرها بعد أن تسلطت وتجبرت عليها، وتحكمت بمصير المنطقة المحررة عسكريا وسياسيا. إن كل ما في الأمر هو أن حزب التحرير جزء من هذه الأمة، يسعى لأن تسترد سلطانها وتستعيد قرارها المسلوب، وإن كان هذا يزعج الهيئة فلتعلم إذن أنها إن لم تعطِ الأمة سلطانها، وترفع عنها الظلم والتسلط فلن تفلح في علاج أي مشكلة. إن اعتقالات الهيئة لشباب حزب التحرير، لا تلغي أفكار الحزب بل تزيد من وهجها ومن تأكيد صحتها وانتشارها. فالأفكار لا تُسجن ولا تُقيد مهما قُيّد أصحابها ومهما ضُيّق عليهم. ولئن كانت قيادة الهيئة جادة في تدارك الأمر فدونها الأمة فلتصلح علاقتها معها، وإن لم تكن كذلك فإن المواجهة ليست بينها وبين حزب التحرير، بل بينها وبين الأمة وفي مقدمتها حزب التحرير، ولم ولن يفلح أحد قط في مواجهة أمته، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
رأيك في الموضوع