حول تداول وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مقاطعَ فيديو توضح انتشار القوات الأمريكية بمدينة الفلوجة ومدنٍ أخرى كمحافظات صلاح الدين ونينوى وأربيل، مع تأكيد السفارة الأمريكية في بغداد وجود 5200 جندي أمريكي في العراق، ونفي الجهات الرسمية في العراق لهذه الأخبار، قال المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق في بيان صحفي:
1- إن وجود القوات الأمريكية وجنونها المُستعر في عموم المنطقة وليس في العراق فقط هو في حقيقته صراعٌ على مناطق نفوذ، للتحكم بمُقدَّرات هذه الأمة ولنهب ثرواتها النفطية الهائلة وللدفاع عن المصالح الأمريكية... فأمريكا في الحقيقة لا تراعي إلا مصالحها، وفي سبيل مصالحها تدوس على الإنسانية وتنحرُ الأخلاق وتهزأ بالعدالة.
2- منذ أن وطأت أمريكا أرض العراق وهي تمشي بخطاً ثابتةٍ في تحقيق استراتيجيتها في المنطقة، ومن أهمها إعادة رسمِ وهيكلةِ مشروعِ سايكس بيكو، وتفكيكهِ، وإعادةُ تركيبه، ورسمُ حدوده من جديد، والانتقال به من مرحلة الدول الضعيفة إلى مرحلة الطوائف الأضعف المتناحرة المتقاتلة فيما بينها ليُضعِفَ بعضُها بعضاً، ولكن آليَّاتها تختلف بين فترة وأخرى وربما تتخبط هنا وهناك بحسب الأحداث على الأرض، ولكنها لم تَحِدْ عن هدفها الرئيسيِّ الذي جاءت من أجله.
3- إنّ ظاهر العلاقاتِ الأمريكيةِ الإيرانيةِ المُعادية لا يعكسُ طبيعة تلك العلاقات الحقيقية الخفية المبنية على مصالح حيوية تجمع بين الدولتين، فعَوامُّ السَّاسة يظنون أنّ إيران دولة عدوة لأمريكا، ويتوهمون بأنّ أمريكا تُريد ضربَ إيران وإضعافها بحُجة دَعمها للمليشيات، لكنَّ جُلّ الحقائق السياسية تدل على مَتانة العلاقات بين الدولتين، كما يدل تاريخ العلاقات بينهما منذ ثورة الخمينيِّ وحتى الساعة على أنّ خلافَ أمريكا وإيرانَ لا يتعدى التصريحاتِ الإعلامية. وإن القولَ بأن لإيران دوراً متفلتاً في المنطقة هو قولٌ في غير مَحله، فإيران تسيرُ في المنطقة بمُوافقة أمريكا وهي تدرك معنى سيرها هذا وتعرف حدودها، فلا تتجاوزها، ولو رفعت من نبرة الخطاب للتضليل أو للتغطية على الحقيقة، ولذلك فإن أمريكا ترى النظام في إيران خادماً لمصالحها بدرجة كبيرة، حتى إن دوائر صناعة القرار في أمريكا ترى أن المحافظة على النظام الإيرانيِّ حالياً هو أفضلُ من العمل على تغييره.
وأخيراً نقول لأهلنا في العراق: لا يخدعنّكم معسول كلام المُحتل وعملائه وربائبه، الذين نسوا، بل تناسوا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، فإنّ اتباع منهج الكفار وتبنيَ أفكارهم في الحياة والسيرَ خلفَهم وتصديقهم، واتخاذهم أصدقاء وأنصاراً وحلفاء، وعقد الاتفاقيات والمعاهدات معهم، هو الذي جرَّ على العراق الويلاتِ وأفقده مكانته وجعله الرقم الأول في الفساد والتخلف وانعدام الأمن والأمان وسوء الخدمات... فالواجب الشرعيُّ رفض مشاريع الكافر المحتل كلها، واتخاذ كل وسيلة مُمكنةٍ أرشدَ إليها الشرع لإفشال خططه، وطرْدهِ مع أتْباعه، وذلك من خلال العمل الجادِّ لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ التي ستطيح بكل أحلام الكافر وأعوانه وتنشرُ العدل والخير، ليس للمسلمين فحسب وإنما للعالم أجمع، وما ذلك اليوم ببعيد.
رأيك في الموضوع