نشر موقع (روسيا اليوم، الاثنين 17 ربيع الآخر 1440هـ، 24/12/2018م) خبرا جاء فيه: "بتصرف": نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حوار مع مجلة Le Point الفرنسية الاتهامات بأن بلاده تسعى إلى محو كيان يهود، وتساءل في هذا الصدد قائلا: "متى أعلنا أننا سندمر (إسرائيل)؟ أرني مسؤولا إيرانيا واحدا قال ذلك. لم يقل أحد هذا الأمر".
وفي معرض إجابته على سؤال حول تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد عام 2007 مفادها أنه سيتم محو كيان يهود من الخريطة، قال ظريف إن أحمدي نجاد كرر حينها كلمات آية الله الخميني، المرشد الإيراني المؤسس الراحل.
وتابع أن الخميني قال إن سياسات كيان يهود الوحشية ستؤدي إلى تدميره، ولم يقل إن إيران ستقوم بهذا الأمر"."
الراية: الحقيقة هي أن النظام الإيراني لم يكن في يوم من الأيام عدواً لكيان يهود، لا قبل ثورة الخميني عام 1979م ولا بعدها، ورغم أنه منذ ثورة الخميني وهو يرفع شعار "الموت لأمريكا، والموت (لإسرائيل)" إلا أنه لم يطلق ولو رصاصة واحدة تجاه كيان يهود رغم استفزازات يهود له مؤخراً بقصفهم لقواته وقواعده في الشام، وهو ما يؤكد أن هذا النظام رغم جعجعته المتكررة ولبوسه ثوب الممانعة لا يشكل خطراً حقيقياً على كيان يهود. بل إنه رغم عدائه المعلن مع كيان يهود فقد كان يطبع معه خفية منذ عقود خلت؛ حيث إن حوالي 80% من السلاح الإيراني في فترة الحرب العراقية الإيرانية تم شراؤه عبر كيان يهود. وقد اعترف رئيس وزراء كيان يهود الأسبق أرئيل شارون في أيار/مايو 1982، في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأمريكية، بصفقات الأسلحة التي تمّت مع إيران، وقال حينها: "مبيعات الأسلحة لإيران تترك لنا نافذة مفتوحة لإمكانية إقامة علاقات ودّية معها في المستقبل". وتؤكد دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية حول تاريخ العلاقات "الإيرانية–(الإسرائيلية)"، وجود صلات تجارية سرية بين إيران و200 شركة تابعة لكيان يهود رغم الإنكار المعلن من كل من إيران ومجموعة عوفر براذرز التابعة للكيان وجود صفقات تجارية بينهما. غير أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد كشفت أن الصفقات التجارية كانت تتم من خلال شركات تعمل في تركيا والأردن والخليج ومسجلة في أوروبا. كما أن أمريكا سمحت للنظام الإيراني بلعب دور رئيسي في الشام لحفظ عميلها بشار. ولو كان هذا النظام يمثل أي تهديد لكيان يهود ما كانت أمريكا لتسمح لقواته بالوجود على مرمى حجر من هذا الكيان.
لذلك فإن النظام الإيراني الذي يمثل دور الممانعة لم يشكل يوماً خطراً على كيان يهود، وها هو ظريف يعلن ذلك بشكل واضح وصريح، فهل يعقل أن تبقى الفصائل الفلسطينية بعد ذلك مخدوعة بالنظام الإيراني وتحسب أنه ركن قوي تأوي إليه؟!
رأيك في الموضوع