جاء على موقع (سما الإخبارية، الاثنين 12 جمادى الأولى 1439هـ، 29/1/2018م) الخبر التالي: "يعقد الرئيس محمود عباس، اليوم لقاء قمة مع العاهل الأردني لبحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية عقب قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس.
ووصل عباس العاصمة الأردنية أمس قادما من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد مشاركته في القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي. ويرفض الأردن قرار ترامب حيث تتمتع الأردن بحق الوصاية على المدينة المقدسة. وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني قال أمس "إننا "نؤيد حل الدولتين الذي تكون فيه (القدس الشرقية) عاصمة للفلسطينيين"."
الراية: منذ إعلان ترامب القدس عاصمة لكيان يهود وجولات وصولات عباس لا تكاد تهدأ؛ فمن إسطنبول للمشاركة في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر الأزهر، ومن ثم إلى بروكسل لحضور قمة دول الاتحاد الأوروبي، وقبل أيام توجه إلى أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية، ومنها توجه عائداً إلى الأردن للقاء ملك الأردن...
والناظر في هذه الجولات المكوكية يدرك مدى تكالب السلطة على تصفية قضية فلسطين بحسب المشروع الأمريكي (حل الدولتين) دون الخروج عنه قيد أنملة، فجميع تصريحات عباس في تلك القمم والمؤتمرات كانت عبارة عن المطالبة بإقامة دولة فلسطينية على حدود المحتل عام 1967م ويكون شرقي القدس عاصمة لها مقابل التنازل للكيان الغاصب عن 80% من الأرض المباركة.
وفي المقابل لا تفوت ترامب مناسبة إلا ويؤكد فيها عزمه على تصفية قضية فلسطين ضمن ما يسمى بصفقة القرن، ويتبجح باستمرار بإعلانه أن القدس عاصمة لكيان يهود، حيث قال عقب وصوله إلى دافوس للمشاركة في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي بأن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يسير أسرع من الجدول المحدد له، ونأمل أن يكون المبنى مفتوحا في العام المقبل".
إن الناظر إلى ما يحصل في العالم بعد قرار ترامب يجد أن دول العالم قد انقسمت إلى فريقين، فريق بقيادة أوروبا ومعها بعض حكام المسلمين يسعى لتصفية قضية فلسطين بدعم تحركات عباس ويسانده في المطالبة بتنفيذ مشروع حل الدولتين، ولكن مع التمسك بالنسخة القديمة للمشروع، وفريق يدعم ترامب لتصفية القضية ضمن ما يسمى بـ"صفقة القرن" مشروع الدولتين بنسخته الحديثة والمعدلة أو بأي طريقة تراها أمريكا مناسبة.
والمتعمق يجد أن الفريقين متفقان على الأساس وهو تصفية قضية فلسطين ضمن الرؤية الأمريكية ولكنهم يختلفون في الشكليات وفي آلية التنفيذ، وهنا مربط الفرس وهو سعيهم جميعا لتصفية قضية فلسطين.
إلا أن رحمة الله الواسعة بهذه الأمة اقتضت أن يسخر لها رائدا لا يَكذبها؛ حزبا تقيا نقيا، واعيا على ما يحاك لها من مؤامرات؛ إنه حزب التحرير الذي كثف جهوده بعد قرار ترامب بتذكير الأمة بالحل الشرعي لقضية فلسطين، وكيف يكون الرد على قرار الأحمق ترامب، وذلك من خلال العمل الجاد والفوري لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض عروش حكام المسلمين العملاء الذين يحولون دون تطبيق شرع الله، ودون تحرك جيوش المسلمين لتحرير فلسطين من يهود الغاصبين، وإرجاعها إلى حضن الأمة الإسلامية.
رأيك في الموضوع