نشر موقع (الجزيرة نت، الأحد، 13 ربيع الآخر 1439هـ، 31/12/2017م) خبرا جاء فيه: "استدعت دولة فلسطين سفيرها المعين لدى باكستان وليد أبو علي بسبب مشاركته في مهرجان الغضب لأجل القدس الذي عقد في حديقة لياقت باغ في مدينة راولبندي، وشارك فيه أمير جماعة الدعوة الإسلامية حافظ سعيد المتهم أمريكيا وهنديا بـ"الإرهاب".
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين التزام دولة فلسطين وحرصها على المحافظة على العلاقات الطيبة التي تربطها بالهند، وكذلك دعمها للجهود التي تبذلها الهند في حربها على "الإرهاب"، ووقوف دولة فلسطين مع نيودلهي في التصدي "للتهديدات الإرهابية" التي تتعرض لها.
الراية: مع أن أهل باكستان حالهم كحال أهل فلسطين بذلوا التضحيات الجسام لتحرير بلديهما، إلا أن حكام باكستان والسلطة الفلسطينية ومعهم حكام المسلمين قد خذلوا كشمير وفلسطين فتصالح حكام باكستان مع الهند واعترفت السلطة بكيان يهود.
ثم بأوامر من أمريكا الصليبية عدوة الإسلام والمسلمين، وخنوع حكام المسلمين باتت مقاومة أهل البلدين للاحتلال وسعيهما للتحرر (إرهابا)!! وأضحت الهند وكيان يهود من الدول التي تحارب (الإرهاب) لأنهما تقمعان وتنكلان بالعاملين الساعين للتحرر من الاحتلال، وطبعا هذا ليس مستغربا من الدولة الهندوسية وكيان يهود، كما أنه ليس مستغربا من أمريكا المجرمة ولا من غيرها من الدول الاستعمارية، فهي جميعها تدعم كيان يهود والهند، وتتغاضى بل تقر احتلال يهود لفلسطين والهند لكشمير؛ لأن ذلك يخدم مصالح تلك الدول في بلاد المسلمين.
لكن العجب العجاب هو أن تتوافق آراء السلطة الفلسطينية الذليلة مع آراء أمريكا الصليبية وكيان يهود والدولة الهندوسية وكذلك الدول الغربية على اعتبار أن مقاومة أهل كشمير للاحتلال الهندوسي (إرهابا)، وأن قادة الجماعات الإسلامية التي تقاوم الاحتلال من مثل الشيخ حافظ سعيد أنهم (إرهابيون)، فتخجل السلطة من التقاء سفيرها في باكستان أبو علي مع حافظ سعيد في احتشادات باكستانية جماهيرية داعمة للقدس وتطالب بتحريرها، وتدعو للوقوف في وجه ترامب!!
ثم لم تكتف السلطة العار بذلك بل إن وزارة خارجيتها أكدت في بيانها على التزامها وحرصها على المحافظة على العلاقات الطيبة التي تربطها بالهند، وكذلك دعمها للجهود التي تبذلها الهند في حربها على (الإرهاب)، ووقوفها مع نيودلهي في التصدي (للتهديدات الإرهابية) التي تتعرض لها، وعليه فقد قرر وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني وبتعليمات مباشرة من عباس استدعاء السفير الفلسطيني لدى باكستان فورا.
لم يعد عند أهل فلسطين شك في أن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين لا تمثلان فلسطين ولا أهلها، وأن أزلام السلطة الذين تنازلوا عن معظم فلسطين ليهود ليس غريبا عليهم أن يعتبروا السعي لتحرير كشمير (إرهابا) وأن يدعموا احتلال الهند لكشمير، وأن يقفوا ضد أهل باكستان الذين يتشوقون لنصرة فلسطين وتحريرها من يهود، ويستحثون جيشهم للقيام بهذا الواجب الشرعي العظيم.
بقي أن نذكر جيش باكستان المسلم أن طريقهم إلى القدس وصلاتهم التي يتحرقون شوقا لأدائها في أقصاها، إنما تمر عبر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ ولذلك نطالبهم بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامتها فورا دون تأجيل ولا تسويف.
رأيك في الموضوع