نشر موقع (وكالة معا الإخبارية، الأربعاء، 9 ربيع الآخر 1439هـ، 27/12/2017م) الخبر التالي: "أشاد مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في مدينة رام الله اليوم الأربعاء برئاسة الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء، بروح العدالة والشجاعة، والانتصار للقيم الإنسانية والقانون الدولي، التي تحلت بها الدول الـ(129) التي أيدت إبطال القرار غير المسؤول للرئيس الأمريكي، باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الطارئة.
وأكد المجلس على أن التصويت الساحق لدول المجتمع الدولي قد شكل إجماعاً على حقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة غير قابلة للتصرف، بما فيها الحق في تجسيد دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس 1967".
الراية: إن هذه الإشادة الذليلة هي إقرار صريح وواضح من مجلس وزراء السلطة الفلسطينية بأحقية كيان يهود في الوجود على معظم الأرض المباركة.
فاعتبار مجلس وزراء السلطة أن الحق هو "تجسيد دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس 1967" هو تنازل واضح وتفريط صارخ بما احتل من أرض فلسطين عام 48 واعتراف بكيان يهود.
إن مجلس وزراء السلطة يتنكر لكل الحقائق العقدية والسياسية للأمة الإسلامية في قضية مركزية كقضية الأرض المباركة، ويريد أن يصنع من الخيانة والتنازل نصرا موهوما بحصر حق الأمة الإسلامية في الأرض المباركة التي ملكها الله لها بالأحكام الشرعية التي جعلت من فلسطين أرضا خراجية ملكا للأمة الإسلامية... في جزء يسير تسمح به الشرعية الدولية الغاشمة من أرض فلسطين!
إن مجلس وزراء سلطة عباس لا يملك الحق بالتصرف في أرض فلسطين المباركة، فهو فوق أنه لا يملك السيادة الحقيقية ولو على شبر واحد من أرض فلسطين، فهو غير مخول للتحدث في شأن الأرض المباركة فهي ليست ملكه ولا ملك السلطة الفلسطينية ولا ملك الأنظمة العربية ولا الأنظمة العميلة للغرب القائمة في البلاد الإسلامية، وإنما هي ملك للأمة الإسلامية جمعاء التي تتشوق إلى تحريرها ولن تدخر جهدا إن شاء الله في اقتلاع كيان يهود منها.
إن قضية الأرض المباركة فلسطين ليست هي قضية وطنية، أي أنها ليست حبيسة الحدود الوهمية التي فرضتها الدول الاستعمارية (فرنسا وبريطانيا) تحديدا وفق اتفاقية سايكس بيكو الخبيثة، وهؤلاء العملاء الأقزام حكام "الكنتونات" الوطنية ليس من شأنهم ولا من حقهم حتى مجرد التحدث باسمها؛ لأن قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية التي حررتها من كل الطامعين بها على مر العصور، فقد فتحها الفاروق عمر رضي الله عنه، وحررها الناصر صلاح الدين رحمه الله من الصليبيين، وأجلى التتار عنها المظفر قطز رحمه الله.
لذلك فقد آن الأوان للأمة الإسلامية أن تسطر حطيناً وعين جالوت جديدتين وتحرر الأرض المباركة فلسطين من يهود وتقتلع كيانهم المسخ من جذوره؛ وذلك بأن تحث جيوشها وتستنهضهم للإطاحة بحكامهم العملاء، وإعطاء النصرة لحزب التحرير بإمرة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستحرر فلسطين وسائر بلاد المسلمين المحتلة، وتنسي يهود والغرب الكافر وساوس الشياطين.
رأيك في الموضوع