نشر موقع (وكالة معا الإخبارية، الأربعاء 17 من ذي القعدة 1438هـ، 9/8/2017م) خبرا جاء فيه "بتصرف": "دعا الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الإدارة الأمريكية خاصة والمجتمع الدولي عامة إلى تثبيت خيار الدولتين على حدود 1967.
جاء ذلك أثناء لقائه مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام "فرناندو جنتليني"، والمبعوث السويدي لعملية السلام "بيير أورنيوس"، والمبعوث السويسري لعملية السلام "رونالد ستنيانجر"، والقنصل الأمريكي العام "دونالد بلوم"، كل على حدة.
وشدد على أن مفتاح السلام والأمن والاستقرار والانتصار على (الإرهاب والتطرف) في منطقة الشرق الأوسط يبدأ بإنهاء الاحتلال اليهودي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وأكد على أن إزالة أسباب الانقسام تبدأ بقيام حماس بحل اللجنة الإدارية الحكومية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مسؤولياتها وصلاحياتها كافة استناداً إلى القانون الأساسي والقبول بإجراء الانتخابات العامة".
الراية: إن دعوة عريقات هذه لأمريكا وما يسمى بالمجتمع الدولي إلى تثبيت خيار الدولتين على حدود 1967، تعني أولا: تسليم قضية فلسطين إلى أمريكا أمّ الإجرام والإرهاب في العالم، ومَن خلفها من الدول الاستعمارية، والتي هي جميعها السبب المباشر فيما يعانيه المسلمون من نوائب ومصائب، وهي السبب في سيطرة يهود على أرض فلسطين!، وتعني ثانيا: الإقرار التام بأحقية كيان يهود المسخ بالوجود في فلسطين وشرعنة احتلاله واغتصابه لهذه الأرض التي باركها رب العزة سبحانه وتعالى في قرآن يتلى إلى قيام الساعة، بقوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، وهي كذلك دعوة خيانية أصيلة وليست وافدة على السلطة الفلسطينية الهزيلة التي أضافت إلى وظيفتها الأساسية وهي حراسة كيان يهود وحفظ أمنه، وظائف إفسادية وتخريبية أخرى سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية، لكن لعل الجديد في استخذاء السلطة وتآمرها على فلسطين وأهلها هو دعوة أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين، وعدوة أهل فلسطين الأولى، وكذلك ما يطلق عليه كذبا (المجتمع الدولي) الحاقد على المسلمين وعلى فلسطين وأهلها؛ دعوتهم إلى تثبيت هذه الخيانة (حق كيان يهود في فلسطين) واعتبارها مطلبا للسلطة الفلسطينية، فالسلطة بدعوتها هذه لتثبيت حل الدولتين "الأمريكي" هي تجاهر بالخيانة، فالخيانة باتت في عرف السلطة مطلبا ومغنما!
أمّا أن إنهاء (الإرهاب والتطرف) في منطقة الشرق الأوسط يبدأ بإنهاء الاحتلال اليهودي، فهو صحيح، ولكن ليس كما قال عريقات بأن ذلك يتم بإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، يعني بتثبيت كيان يهود على أكثر من 80% من أرض فلسطين، وإنما بإزالة هذا الكيان المسخ تماما واستئصاله من جذوره، وجعله أثرا بعد عين.
وأما الحل الحقيقي للانقسام فهو أيضا لن يكون وَفْقَ الهرطقات التي ذكرها عريقات، ويرددها غيره ممن نصبوا أنفسهم ممثلين لأهل فلسطين، وإنما يكون ذلك بعودة فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، تنهي الانقسام الحاصل بين المسلمين جميعا وليس فقط بين أهل فلسطين.
رأيك في الموضوع