نشر موقع جريدة (الدستور، الأربعاء 27 شعبان 1438هـ، 24/05/2017م)، خبرا جاء فيه: "دانت الحكومة الأردنية بشدة الاعتداء (الإسرائيلي) السافر بتمكين المتطرفين اليهود صباح اليوم الأربعاء من اقتحام ساحات المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بما يمثله ذلك من انتهاك لحرمة المكان وإيذاء لمشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم".
الراية: إن قضية المسرى والأسرى نشأت مع احتلال يهود للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، بعد تنازل الحكام عن المحتل منها عام 48 ليهود وهو ما يشكل 80% من أرض فلسطين، وعقدت منظمة التحرير ومن بعدها السلطة اتفاقيات مع الاحتلال الغاصب ثبتوا فيها هذا التنازل وتفاوضوا ولا زالوا على المحتل عام 1967 من أجل أن يحصلوا على دويلة هزيلة عليها.
وفي هذه الاتفاقيات الظالمة تركوا المسرى تحت براثن الاحتلال يقوض أساساته مقدمة لهدمه، وتركوا الأسرى الذين قاوموا الاحتلال في سجونه يسومهم سوء العذاب، بل ونسقوا أمنيا معه لملاحقة واعتقال من يقاومه، فكانوا سببا في زيادة عدد الأسرى الذين يذرفون عليهم دموع التماسيح، بل إن رئيس السلطة لم ينبس ببنت شفة في أمريكا حينما اعتبر ترامب الأسرى (إرهابيين) وطالبه بوقف تمويلهم، مما شجع حكومة الاحتلال لتكرار الطلب بإيقاف مخصصات الأسرى.
وأما الأردن فقد احتُل المسرى وهو تحت حكمه وتقاعس النظام الأردني كغيره من الأنظمة عن تحريره، وزاد الطين بلة حينما عقد مع كيان يهود اتفاقية وادي عربة وترك المسرى أسيرا بل وترك الأراضي التابعة لحكمه تحت الاحتلال وسماها أراضيَ مؤجّرة للاحتلال، والآن طالب ملك الأردن في قمة الخنوع في الرياض، طالب ترامب بنصرة المسجد الأقصى والقدس، وتكتفي حكومته بالإدانة حينما يحصل اعتداء على المسجد الأقصى وتحافظ على اتفاقية وادي عربة وعلى العلاقات الدبلوماسية مع كيان يهود.
وأما باقي الحكام فيتسابقون للسلام مع كيان يهود ويسخّرون جيوش الأمة وأموالها لخدمة أمريكا وحروبها ضد الإسلام والمسلمين بدلا من تسخيرها لمحاربة كيان يهود وتحرير فلسطين بأسراها ومسراها! وبعد كل هذا يدّعون الحرص على المسلمين ومقدساتهم، ألا ساء ما يصنعون.
ألا يحق للأمة أن تتساءل: كيف لهؤلاء الحكام الخونة أن ينصروا المسرى أو الأسرى؟! أو أن ينصروا قضاياها وهم يسلمونها لأعدائها بلا ثمن، بل إن الأمة هي التي تدفع ثمن ذلك من دمائها وأشلاء أبنائها، ومن خيراتها وثرواتها، إن الأمة تدرك أن لا خير يرتجى من هؤلاء الحكام الذين استمرؤوا الخيانة والعمالة. إلا أن إدراك ذلك لا يكفي، بل يجب أن تدرك الأمة واجبها وهو أن تعمل بجد واجتهاد، وبكل ما أوتيت من قوة وعزم مع العاملين المخلصين، وفي مقدمتهم شباب حزب التحرير على الإطاحة بهؤلاء الحكام عن عروشهم التي نصبهم عليها الغرب الكافر، وأن تستعيد سلطانها، وتنصب عليها حاكما عادلا يستند في سلطانه إليها ويسودها بشرع الله، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وبهذا تحرر فلسطين ويحرر المسرى والأسرى وكافة بلاد المسلمين المحتلة، وتعاد للأمة هيبتها وعزتها وكرامتها ويسود فيها العدل ليس للمسلمين فحسب وإنما للبشرية جمعاء.
رأيك في الموضوع