نشر موقع (الجزيرة نت، 2017/2/16) خبرا جاء فيه (بتصرف): "ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بما وصفها بمحاولات حثيثة وواضحة من يهود لدفن حل الدولتين، واعتبر أن البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع، للمسلمين والنصارى واليهود.
وكان ترامب قد تحدث عما سماها مبادرة سلام جديدة بين الفلسطينيين وكيان يهود قد تتضمن الكثير من الدول "مشيرا إلى أنه يعكف حاليا على بحث حل الدولتين وحل الدولة الواحدة".
الراية: إن الأرض المباركة فلسطين هي أرض إسلامية محتلة، وإنّ حشرَ قضيتها بين خيارات المستعمرين هو خيانة لله سبحانه وتعالى ولرسوله e وللمسلمين جميعا، وهو كذلك تفريط بفلسطين ليهود الغاصبين وغيرهم من المستعمرين، وبتضحيات أهل فلسطين والمسلمين، ودمائهم التي سالت على ثرى فلسطين من أجل تحريرها وتطهيرها من دنس يهود ورجسهم، وهو مع ذلك تآمر على قضية من قضايا المسلمين المركزية، ومسرى رسول الله e، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، فهل إذا ما تراجعت أمريكا نسبياً عن حل الدولتين، أو جعلته محل دراسة ونظر، يصبح البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة ديمقراطية واحدة وحقوقاً متساوية للجميع، للمسلمين والنصارى واليهود، كما يدعي صائب عريقات؟! كلا ثم كلا؛ لأن كلا الحلّيْن هما حلان استعماريان، حيث إن حل الدولة الواحدة كانت تنادي به بريطانيا الاستعمارية، وحل الدولتين ترفع شعاره الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الاستعمارية الأولى في العالم اليوم - بحجة إنهاء الصراع بين أهل فلسطين وكيان يهود الغاصب -، وكلا الحلين يُبقيان الأرض المباركة فلسطين تحت احتلال كيان يهود المجرم، ورهينة للدول الكبرى الاستعمارية المجرمة، التي لا ترقب في فلسطين وأهلها إلاًّ ولا ذمة، قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً... ﴾
إن الواجب على قادة منظمة التحرير "التفريط" الفلسطينية - إذا بقي لديهم مثقال ذرة من ذرة من حياء - أن يرحلوا بدل استمرارهم في التآمر مع المستعمرين والمحتلين الذين لم يبقوا لهم ما يحفظ ماء وجوههم، وأن يتركوا هذه القضية التي اغتصبوا تمثيل أهلها، لتعود قضية الأمة بأسرها، فتستنهض الأمة طاقاتها وتقيم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتستنفر جيوشها فتتحرك لتستأصل كيان يهود المسخ من جذوره، وتحرير فلسطين كاملة من بحرها إلى نهرها، وبغير ذلك فلا حل لقضية فلسطين بل مزيد من التضييع والتفريط ومزيد من التآمر والخيانة.
أيها الأهل في فلسطين، لقد شايعتم منظمة "التفريط" هذه، وسرتم خلف قيادتها عقوداً عديدة، فهل أورثتكم إلا الذل والصغار والهوان، والخضوع ليهود الذين اغتصبوا أرضكم ومسرى نبيكم e ومعراجه؟!، وهل أورثتكم إلا سلطة ذليلة عميلة همها الأوحد هو التنسيق الأمني (المقدس) مع كيان يهود، وحماية أمنه؟!، أفما آن لكم أن تلفظوا المنظمة والسلطة وقادتهما، وتعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها القادرة على تحرير فلسطين، وإنقاذكم من براثن يهود، والارتهان للدول الاستعمارية.
رأيك في الموضوع