أصدر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح السبت مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء السابق الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح.
ويخشى الكثيرون في الكويت من أن تقلص الحكومة الكثير مما ظلوا ينعمون به لعقود، ومن بين ذلك الرعاية الصحية والتعليم المجانيان والمنتجات الأساسية المدعمة والأراضي أو السكن الذي كان يمنح بالمجان والقروض الحسنة للكثير من أهل الكويت.
ويستطيع البرلمان الكويتي تمرير تشريعات واستجواب وزراء لكن للأمير القول الفصل في الأمور السياسية.
ويمنح الدستور أمير الكويت سلطة اختيار رئيس للوزراء من دون أن يأخذ نتائج الانتخابات في الاعتبار. (أخبار الخليج)
الراية: جرت منذ مدة انتخابات مجلس الأمة في الكويت، وتمخض عن هذه الانتخابات تغير كبير في تشكيلة النواب الجدد، أولئك الذين اعتبرهم كثيرون أنهم نواب معارضة ونواب إصلاح سياسي. لكن العودة قليلاً إلى الوراء تكشف أن هذا الحراك السياسي في دويلة الكويت حينما خرج من تحت قبة البرلمان وقوانينه إلى الساحات وقوانينها قد نجح في إسقاط رئيس الحكومة. وذلك في مشهد تكررت أحداثه بشكل أو بآخر في عواصم دول ما سمي بالربيع العربي، تلك الدول التي قررت شعوبها أخذ زمام الأمور بيدها فتحركت وفق قوانينها هي وليس وفق دساتير وقوانين وقنوات الحكومات والأنظمة القائمة فيها، فحدث ما قد حدث. إلا أن الأوساط السياسية في تلك البلاد عادت بعد مدة قصيرة إلى حضن الأنظمة وتقحّمت "سيرك" المجالس كما تتقحم الهوام النار مراراً وتكراراً، ولا تعلم أن في ذلك هلاكها الآكد، إن هذا النوع من العمل السياسي عقيم جدا، وهو يدور في حلقة مفرغة؛ انتخابات ومجالس ومناكفات واستقالات حكومات واستجواب وزراء وحل مجالس، وهلم جراً! والأصل أنه لا بد من كسر هذه الحلقة المفرغة، وذلك لا يكون أبدا إلا من خلال الوعي على أصل المشكلة في النظام السياسي، والوعي على الإسلام كعقيدة ينبثق عنها نظام للحياة في الحكم والسياسة الداخلية والسياسة الخارجية والاقتصاد والاجتماع...الخ، وبإدراك أن جدل الصناديق الانتخابية والمعارضة والموالاة والقوانين والدستور وغير ذلك من تفاصيل؛ جدلٌ يمكن أن يُفهم في الدول الطبيعية، وليس في الكيانات الشاذة والمشوهة، التي صنعها ورسم حدودها الغرب الكافر المستعمر، وهي تابعة ذليلة له في كل صغيرة وكبيرة! الدول الطبيعية التي اقتنعت شعوبها بوجهة نظر معينة في الحياة واقتنعت بأفكار أساسية جعلتها أساس دولها ودساتيرها وأنظمتها، واختلفت بعدئذ في تفاصيل وسياسات يمكن علاجها بصناديق الاقتراع ومخرجاتها. أمَا إن كانت الشعوب تتبنى قناعات معينة بينما الأنظمة لديها قناعات مختلفة، وأمَا إن كانت الدول فارغة المضمون والمشروع، وأمَا إن كانت الدساتير كأصنام العجوة؛ التي كان يعبدها العربي الجاهلي حيناً ويأكلها إذا جاع - في هكذا أحوال تكون صناديق الانتخابات شبيهة بصناديق تدوير النفايات التي تعيد إنتاج ما استُهلك! نعم لا بد من كسر هذه الحلقة المفرغة بإدراك أن الكيان الصحيح الوحيد هو الكيان الذي يجعل كلمة الله هي العليا في التشريع، وكلمة الأمة هي العليا في اختيار الحاكم، ألا وهو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع