هو المؤتمر الثالث لمنظمة "الدفاع عن المسيحيين" تحت عنوان: "بعد الإبادة الجماعية، الحفاظ على مستقبل المسيحية في الشرق الأوسط". المنظمة التي تمكنت من الضغط على الكونغرس والإدارة الأمريكية لوصف ممارسات "داعش" ضد الأزيديين و"المسيحيين" وغيرهم من "الأقليات" بالإبادة الجماعية جاءت إلى الكونغرس مع رسالة جديدة. وقالت كريستين أفينز المدير التنفيذية لمنظمة "الدفاع عن المسيحيين": "سنطرح مع أعضاء الكونغرس موضوع العمل مع العراقيين وحكومة كردستان لإنشاء منطقة آمنة في سهل نينوى حيث يمكن لـ "الأقليات" الدينية العودة وبناء موطن لهم تحت حماية الحكومات المحلية وبالتعاون مع المجتمع الدولي". وقد دعم فكرة المنطقة الآمنة في سهل نينوى عدد من أعضاء الكونغرس الذين حضروا المؤتمر، فقد قال منسق المشروع، النائب الجمهوري، جيف فورتنبري: "كل ما نفعله هو التأكيد على ما دعا إليه العراقيون في عام 2014 وهو إقامة محافظة جديدة في سهل نينوى. بهذه الطريقة يمكن لهذه المنطقة أن تتمتع بحق تقرير المصير في إطار النظام العام للبلاد. يجب تأمين الحماية لهذه المنطقة، فما من أحد سيعود إلى مكان غير آمن". وقد تحدث بعض الديمقراطيين الحاضرين في المؤتمر عن ضرورة إنشاء منطقة آمنة في كلٍّ من العراق وسوريا، فقد قال النائب الديمقراطي براد شرمان: "أدعم القيام بالكثير من الأمور لحماية ضحايا الإبادة الجماعية في العراق وسوريا. أعتقد أن إنشاء منطقة آمنة في كل من العراق وسوريا مهم جدا ويجب دراسة كيفية إنشائها". (موقع فضائية الحرة)
الراية: من الواضح مدى اهتمام أمريكا بهذه القضية؛ قضية ما يسمى بـ "الأقليات"، وأنها تتخذها أداة لتحقيق سياستها في المنطقة فيما يتعلق بالصياغة الجديدة التي جاءت بها لمنطقتنا. وما يؤكد هذا الاهتمام هو أن هذا المؤتمر عُقِد بعد أقل من 5 أسابيع على مؤتمر واشنطن الذي عقد تحت عنوان: "حماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا"!!! ونظرة سريعة إلى سياسات أمريكا والدول الغربية في العالم ترينا أنهم لا يقيمون وزنا لأكثرية أو أقلية، فهم لا يقيمون وزنا للإنسان وإنما الوزن كله عندهم هو للقيمة المادية، ولذلك فما يظهر عليهم من دموع يذرفونها على ما يسمونه "الأقليات" ليست دموع حزن وإنما هي دموع خداع ليتخذوا من تلك "الأقليات" أداة يستخدمونها في إحداث المزيد من التقسيم في بلاد المسلمين. نسأل الله تعالى أن يكرمنا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتقضي على نفوذ الدول الغربية وتزيل أسباب تدخلهم، ومن بين تلك الأسباب مشكلة "الأقليات" التي أوجدتها الدول الغربية في بلادنا، فهي مشكلة لا توجد في ظل دولة الخلافة الراشدة، فقد عاش في ظلها جميع الرعايا من مسلمين وغير مسلمين على مدى قرون طويلة من غير أي تمييز بين مسلم وغير مسلم في الحكم والقضاء ورعاية الشؤون.
رأيك في الموضوع