احتضنت العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمرا لحماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا.
وأكدت الولايات المتحدة في المؤتمر أنها ستحمي حقوق الأقليات بالتنسيق مع الحكومة العراقية، معتبرة أن ما قام به تنظيم "داعش" في حق الأيزيديين سعى إلى محو هذه الأقلية الدينية. وقد خُصص المؤتمر لبحث سبل دعم وحماية الأقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا والتي تعاني من اعتداءات على حقوقها يصفها المسؤولون الأمريكيون بالتصفية العرقية للأقليات التي تعيش في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم في كل من العراق وسوريا.
نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين قال: "هذا المؤتمر هو تعبير حقيقي عن انشغالنا بوضع الأقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا والتي تعيش أوضاعا مأساوية في السنوات الثلاث الأخيرة". وقال ديفيد سابرستين، سفير الولايات المتحدة الأمريكية للحريات الدينية: "هدفنا هو حشد الجهود الدولية للتركيز أكثر عما يجب فعله لإعادة الهاربين إلى بيوتهم في العراق، ونأمل أن يحدث ذلك قريبا أيضا في سوريا". (موقع فضائية الحرة)
الراية:إن هذا المؤتمر ليس هو الأول المتعلق ببحث موضوع الأقليات، ولن يكون الأخير، فقد سبقه مؤتمرات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، المؤتمر الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، حيث التقى ممثلون عن 60 دولة والأمم المتحدة والوكالات المتفرعة عنها والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وقد كان المؤتمر مخصصا لحماية الأقليات الدينية والعرقية وضحايا الإرهاب والعنف.وكذلك المؤتمر الذي عُقد في مدينة مراكش المغربية على مدى ثلاثة أيام في شهر كانون الثاني/يناير من العام الحالي لمناقشة حقوق الأقليات الدينية في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.
إن الدول الغربية التي تتباكى على الأقليات وحقوقهم هي التي أوجدت تلك المشكلة وغذّتها كي تتخذها أداة للتدخل في بلاد المسلمين ولتنفيذ سياساتها في تقسيم هذه البلاد. فحكام أمريكا، وغيرهم من حكام الدول الغربية الاستعمارية لا يقيمون وزنا للإنسان سواء أكان ينتمي في نظرهم إلى أقلية أم كان ينتمي إلى أكثرية، إنما الذي يعنيهم هو استمرار سيطرتهم على البلاد الإسلامية، التي يرون أن مما يساعدهم في تحقيقها إيجاد المشكلات بين المسلمين وغيرهم أو بين القوميات المختلفة.. ونظرة إلى ما فعلته أمريكا في العراق وأفغانستان وما تفعله في سوريا وفي غيرها ليدل على ذلك. فيجب التصدي لتلك المؤتمرات، التي هي في حقيقتها مؤامرات، وكشف ما تهدف إليه، وتبيان أن تلك المشكلات إنما نشأت في البلاد الإسلامية بعد استعمارها من قبل الدول الغربية التي زرعت بذورها فيها وبخاصة بعد هدم دولة الخلافة التي عاش في ظلها جميع الرعايا من مسلمين وغير مسلمين على مدى قرون طويلة من غير أي تمييز بين مسلم وغير مسلم في الحكم والقضاء ورعاية الشؤون.
رأيك في الموضوع