يتميز حزب التحرير بأنه حزب عالمي عابر للقارات، وإن مكاتبه الإعلامية المنتشرة في كل العالم تقوم - وفي ظل التعتيم الإعلامي المفروض عليه - بكشف مخططات الدول الرأسمالية الاستعمارية ضد الإسلام وبلاد المسلمين. وقد دأب القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير على القيام بحملات ومؤتمرات وندوات ونقاشات إعلامية عالمية تصب في هذا الإطار مختصين بشؤون المرأة والطفل والشباب. وكان آخرها حملة "الشباب المسلم: رواد التغيير الحقيقي".. والتي هدفت إلى التصدي للمخططات العالمية الهادفة لعلمنة الشباب المسلم، وسلطت الضوء على التأثير المدمر لطريقة الحياة العلمانية الرأسمالية والأنظمة الغربية عليهم، وبعد ذلك قدمت موقف الإسلام من الشباب، فهم عماد الأمة يمكننا كأمة أن نجعلهم مصدر قوة للإسلام، عندما يكونون مسلحين بالثقافة التي تمكنهم من التصدي للهجمات التي تستهدف دينهم، يتمتعون بالصفات المطلوبة ليصبحوا روّاد التغيير الحقيقي في هذا العالم.. وقد تُوّجت هذه الحملة - التي وجدت صدى واسعا من متابعيها وتجلّى ذلك في عدد متابعيها ورسائل ومقالات وفيديوهات الدعم من شتى أنحاء العالم - بمؤتمر عالمي متزامن في ثلاث مناطق هي بريطانيا كدولة غربية يعيش فيها كثير من الشباب المسلم، وإندونيسيا كمثال لبلد إسلامي في شرق آسيا فيه الكثير من الشباب الرازحين تحت حكم النظام الرأسمالي العلماني بكل إفرازاته ونتائجه عليهم، وتونس أول بلد عصفت فيه رياح التغيير التي تلاعبوا فيها، فكان عقده هناك من الأهمية بمكان لتبيان فشل كل الوسائل والمخططات في حل مشاكل الشباب المسلم والذي لا يكون إلا بتحكيم شرع الله.
وقد حضرت المؤتمرات الثلاثة العديد من النساء المهتمات من معلمات وطالبات ومؤسسات شبابية متعددة. وقدمت الأخوات في كل منها عدة كلمات هادفة عن الهوية الإسلامية وتحدياتها، وكيفية معالجة أزمة هوية الشباب، وعن علمنة مناهج التعليم كخطة أساسية لعلمنة الشباب المسلم، وعن كيفية إيقاظ الشباب المسلم نحو التغيير، وإعادة مكانته وحيويته، وتعرضت بعض الكلمات عن الاستراتيجية المتبعة في دول الغرب لاجتثاث الإسلام من أبناء المسلمين، وكذلك بينت دور الإعلام وخطورته في استهداف هؤلاء الشباب المسلم. وقد دارت حلقات نقاش متنوعة تناولت أهم المشاكل التي يعاني منها الشباب المسلم في الغرب والعالم الإسلامي. كما أجابت الأخوات في المناطق الثلاث عن أسئلة الحضور.. وكذلك تخلل تلك المؤتمرات عروض فيديو عن التحديات الكثيرة التي يواجهها الشباب المسلم لهويتهم الإسلامية، وفيديو آخر عبر فيه العديد من الشباب والشابات من شتى أصقاع العالم عن سبب نصرتهم وتأييدهم للإسلام، وفيديو ثالث يوضح دور الشباب من الرعيل الأول مقارنة بوضعهم الحالي الذي يجب أن يكونوا فيه روادا للتغيير الحقيقي.. وكانت هناك صرخة مدوية للشباب تدعوهم لتقلّد دورهم الحقيقي ونبذ تلك الأفكار العلمانية الليبرالية التي تهدف إلى إبعادهم عن دينهم وعقيدتهم للإبقاء عليهم عبيدا لتلك الأفكار الغربية، وأنهم من سيتقلدون الأمور لتغييرها للأفضل تغييرا حقيقيا رائدا إن هم عادوا للإسلام وأحكامه والعمل به لينالوا عز الدنيا وخير الآخرة...
رأيك في الموضوع