يُعتبر الشباب في كل مجتمع من المجتمعات هم عماد التغيير وأداته لما حباهم الله سبحانه وتعالى به من طاقات جبارة وهمم عالية وعزائم فولاذية وإقبال على الحياة؛ ولذلك فهم المعوّل عليهم في إحداث التغيير في أي مجتمع من المجتمعات، وهم أهم شريحة من الشرائح الموجودة في المجتمع لفعاليتهم وتأثيرهم فيه سواء أكان ذلك سلباً أم إيجاباً.
وكون الغرب الكافر المستعمر يسعى دائما لترسيخ بلادنا له، فهو يبث باستمرار أفكاره الباطلة ومفاهيمه الفاسدة في مجتمعاتنا حتى تبقى عاجزة مشلولة لا تقوى على المواجهة أو العمل لإحداث التغيير الحقيقي والصحيح، ولأهمية فئة الشباب وقدرتها على قلب الموازين فقد دأب هذا الغرب الكافر المستعمر ولا زال على غزو مجتمعاتنا لتدمير هذه الفئة بأفكاره الرأسمالية الهدامة وإفراغها من أفكار دينها الحنيف ومفاهيمه النبيلة وقيمه الرفيعة، وبالتالي حشو عقولها وأدمغتها بأفكار ومفاهيم وقيم حضارته السقيمة، فعمل بذلك ضربة استباقية وحاول أن يقطع الطريق على الشباب كي لا يكونوا أداة إيجابية في مجتمعاتهم فيعملون لتغييرها وينتقلون بها من حالها السيئة ووضعها المزري إلى حال أفضل.
إن العمل السياسي الذي يتخذ من الإسلام مبدأ له هو من أهم وأجل الأعمال في واقعنا اليوم، فهو الذي من شأنه أن يحدث عملية التغيير الحقيقي، ويُغير حال المسلمين في كل بقاع الأرض، بل يُغير حال البشر جميعاً، لأن هذا الإسلام جاء للناس كافة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً﴾، وقال عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
والعمل السياسي على أساس الإسلام هو من أهم الفروض التي فرضها الله سبحانه على المسلمين ما دامت السماوات والأرض، فكيف إذا لم يكن لهم دولة تحكم بشرع الله وتقيم العدل والقسط بينهم، قال تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
فيا شباب أمة الإسلام: ها أنتم ترون حال أمتكم في سوريا وفلسطين وأفغانستان، وفي العراق وتركستان الشرقية وأوزبيكستان، وفي ليبيا وآسيا الوسطى وباكستان، وفي مصر وميانمار وطاجيكستان وغيرها وغيرها من البلاد الإسلامية كيف تعاني الأمرين، وتعاينون بأنفسكم تحكّم الغرب الكافر المستعمر عبر الحكام الخونة المأجورين في أدق تفاصيل حياتها، عدا عن نهبه لثرواتها وخيراتها، ولا مُخلّص لها من هذا الوضع الأليم إلا الإسلام وهذا لن يكون إلا بالعمل الدؤوب والهمة العالية مع الوعي السياسي والإخلاص، ثم وصل الليل بالنهار لتحكيم شرع الله ونصرة العاملين له، عسى الله عز وجل أن يكرم أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فيقيم لها دينها الذي هو عصمة أمرها وحصنها وملاذها وأمنها وأمانها.
وهذا كله أيها الشباب يحتاج منكم أن تكونوا فاعلين إيجابيين في مجتمعاتكم وأن تعملوا مع العاملين المخلصين لإقامة حكم الإسلام، وتذكروا أن هذا العمل هو عمل الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وعمل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، والرسول ﷺ قال فيكم: «نُصِرْتُ بِالشَّبَابِ»، فهلّا نصرتموه بالعمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، كي تعزّوا في الدنيا فتسودوا وتقودوا العالم بأجمعه وأنتم أهل لذلك وتكونوا في الآخرة من أهل الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
رأيك في الموضوع