تتناول وسائل الإعلام في السودان في هذه الأيام بشكل مكثف النشاطات التي يقوم بها حزب التحرير في السودان لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، خاصة بعد الإفطار الذي دعا إليه الحزب كبار العلماء، وقادة العمل السياسي، وجمهرة من الإعلاميين، وزعماء قبائل، في 13 رمضان المبارك 1439هـ، حيث خاطب في هذا الإفطار الأستاذ إبراهيم عثمان أبو خليل الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، بكلمة استعرض من خلالها أبرز المشكلات في البلاد، ثم توجه بثلاث رسائل للحضور؛ الرسالة الأولى للعلماء حيث دعاهم قائلا: "يجب أن تتقدموا الصفوف وتكونوا في طليعة الركب بياناً للحق وقيادة للأمة وتحثوا الناس على إقامة الخلافة...). أما الرسالة الثانية فكانت لقيادات العمل السياسي، مذكراً لهم بأنهم مسلمون وأبناء مسلمين داعياً إياهم إلى أن يتقيدوا بالإسلام العظيم في أطروحاتهم، منذراً لهم بقوله: "كفاكم سوقاً للأمة بأطروحات أعدائها التي أورثتنا مهالك الذل والهوان". والرسالة الثالثة للإعلاميين ناصحاً لهم بقوله "كونوا لسان حال الأمة لسان صدق وحق ولا تكونوا بوقاً للغرب بادعاء الحياد".
ثم كانت مشاركات الحضور، أولها مداخلة الدكتور إبراهيم أحمد الكاروري الأمين العام لهيئة علماء السودان الذي قال: "إن الناظر في سيرة حزب التحرير يجده يتميز بالثبات والاستقامة والفعالية، ومن خلال مسيرته لاحظنا أنه يتفوق في هذه الثلاث على الآخرين، فهو حزب أصيل في إسلاميته واجتهاداته ومواقفه".
ثم تحدث الدكتور عوض حسن المراقب العام للإخوان المسلمين فثمّن على كل ما قدمه ناطق الخير في ورقته، ودعا للحضور بخير وبركة.
أيضاً تحدث الدكتور محمد عبد الله الغبشاوي وهو من قيادات علماء السودان، داعياً في كلمته إلى إنتاج جيل جديد يتحلى بالعزة والكرامة بعيداً عن الاستذلال للغرب والضعف والخور.
ومن المشاركين الأستاذ عثمان إدريس أبو رأس نائب أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان، ومن بين ما قاله: "إن هذا النظام الفاسد يجب أن يذهب فقد ارتكب أكبر جريمة في حق الإسلام".
أيضاً شارك الصحفي الأستاذ عادل هلال بمداخلة قائلا: "إن حزب التحرير لم يتبدل ولم يتغير فهو ثابت على المبدأ.. ولو تمكنت كل الأحزاب السياسية من هذه المبدئية التي تميز بها حزب التحرير لانصلح حال هذا البلد".
ثم أخذ الأستاذ حسن السماني رئيس حزب الإصلاح فرصة دعا فيها الحضور إلى ضرورة العمل لتغيير النظام الذي دمر البنية التحتية في البلاد..
الجدير بالذكر أن الحضور من العلماء والسياسيين كان نوعياً فقد حضر الأمين العام لهيئة علماء السودان ورئيس هيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح والأستاذ م. الأمين عبد الرازق الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، والأستاذ فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفدرالي، والشيخ عبد الرسول النور حاكم كردفان السابق، والنائب البرلماني عن الإخوان المسلمين الأستاذ حسن عبد الحميد، والأستاذ حامد تورين رئيس حزب قوى السودان المتحدة، والدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي، والدكتور عبد العزيز الأمين العام للمنبر الوحدوي، والدكتور محمد الجزولي المنسق العام لتيار الأمة الواحدة، ومجموعة بلا حدود وعلى رأسها الأمين العام الأستاذ أنس الزمزمي، ونائب الأمين العام منتصر عبد المنعم، ومسؤول الإعلام والشأن الخارجي الأستاذ الرشيد أحمد، وعدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين في وسائل الإعلام المحلية والعالمية بالبلاد مما جعل الحضور نوعياً من مفاتيح المجتمع وقيادات العمل السياسي والإعلامي في البلاد...
وكانت تغطية الصحف السودانية لهذه الفعالية متميزة حيث تناولت تسع صحف لمدة يومين ما جاء في كلمة الناطق والأجواء التي سادت الإفطار من لقاء قيادات السياسة والإعلام وهيئة كبار العلماء؛
فقد أوردت صحيفة أخبار اليوم العدد (9536) الأربعاء 30/05/2018م في تقرير مصور ملخصا عن الإفطار جاء تحت عنوان: (في إفطاره السنوي للحزب أمس، الناطق الرسمي لحزب التحرير بولاية السودان: نعمل على إعداد دستور إسلامي وندعو الجميع للمشاركة فيه). ونشرت صحيفة مصادر في عددها (164): (حزب التحرير يطالب بإبعاد صندوق النقد من القضايا الاقتصادية). وأشارت صحيفة الوطن العدد (5293) في الصفحة الأخيرة إلى إفطار حزب التحرير بالقول: (حضور كبير للسياسيين والإعلاميين في إفطار حزب التحرير). أما صحيفة التيار فقد نشرت في عدد (2241): (هيئة علماء السودان تشيد بحزب سياسي معارض). وتناولت صحيفة الوفاق في العدد (6901)، موقف الحزب تجاه اتفاقية سيداو، وتجاه جريمة خصخصة ميناء بورتسودان التي تحاك في الخفاء برغم أن الميناء مؤسسة رابحة تعود على خزينة البلاد بأموال طائلة تقدر بـ٢ تريليون جنيه، وتوفر فرص عمل لألفي عامل كما جاء في كلمة الناطق الرسمي للحزب، حيث نشرت الصحيفة عن ذلك تحت عنوان: (حزب التحرير ينتقد المصادقة على "سيداو" وخصخصة ميناء الحاويات). أما صحيفة المجهر السياسي فقد لخصت كلمة الناطق الرسمي في نقاط كما جاء في عدد الصحيفة (2139) تحت عنوان: (وجه انتقادات قاسية للسياسات الاقتصادية وكشف عن مشروع دستور - حزب التحرير يحذر من مغبة خصخصة ميناء بورتسودان الجنوبي ويعتبرها جريمة في حق البلاد).
وقد سطر أصحاب الأعمدة كلمات طيبات في حق الحزب ومواقفه، ونشاطاته، ورقي أساليبه في حمل الدعوة؛
فقد أورد صاحب عمود (مسألة مستعجلة) نجل الدين آدم في زاويته بصحيفة المجهر العدد (2139)، تحت عنوان (عندما تكون المعارضة بالحجة) حيث ذكر كلاما طيبا عن مبدئية الحزب ورؤيته وثباته. وفي صحيفة الأهرام اليوم عدد الخميس 31/05/2018م الصفحة الأخيرة، كتب الأستاذ طارق عبد الله في عموده (المحجة البيضاء) تحت عنوان: (حزب التحرير نقطة سطر جديد)، وكان مما قاله: (الرؤية التي يقدمها حزب التحرير مجربة عبر التاريخ وله دفوعاته في أنها أفضل من الوسائل التي تتجه إليها الحكومة حالياً، فعموما حزب التحرير بالسودان حزب له نكهته ومواقفه المشرفة وتماسكه حول دولة الخلافة الراشدة والسعي لتحقيقها وله ميزات خاصة يضعها المجتمع في رصيد الحزب).
وفي صحيفة ألوان العدد (6848) الخميس 31/05/2018م الصفحة الأخيرة، كتب الأستاذ عصام جعفر في عموده المشهور (مسمار جحا) تحت عنوان: (تطور خطير في حزب التحرير). حيث مدح الحزب وفعالياته، وهو يقول (سعداء بالتطور الملحوظ في خطاب حزب التحرير.. وانفعاله بقضايا الدين... وربما ساعد ذلك أخيرا على توسيع قاعدته وتنوع آلياته مما يخدم فكرته الأساسية نحو إعادة مجد الإسلام والمسلمين، وتوحيد بلدانهم وتقوية شوكتهم).
أما الاستاذ محمد مبروك الإعلامي والكاتب الصحفي المشهور، ومدير التحرير السابق لصحيفة أخبار اليوم، فقد أشاد بشباب الحزب، ورقي فهمهم، وصبرهم في حمل الدعوة وفي التواصل مع الناس، وعرض أفكارهم برغم ما يلاقونه في سبيل ذلك، وطمأن الشباب إلى قرب مجيء الخلافة وهو يقول: (أبشركم بقرب قيام الخلافة) وقد انتشرت كلماته عن الحزب في الفضاء الإسفيري ومواقع التواصل الإلكتروني فشاهدها الآلاف وتفاعلوا معها.
هذه الكلمات الطيبات وهذا التناول الإعلامي لما يقوم به الحزب، إنما كان بعد مجهودات قام بها شباب الحزب في السودان، بعد فضل الله تعالى وتوفيقه، حيث ظل التواصل الحي النشط مع الأمة في المساجد والجامعات والأسواق عبر شباب الحزب، والتواصل الحي مع العلماء، والسياسيين، والقيادات الأهلية، عبر لجنة الاتصالات المركزية للحزب في السودان، ومد جسور التواصل الفاعل مع الإعلاميين عبر الناطق الرسمي ومساعده وشباب المكتب الإعلامي، مع رعاية وقيادة وتوجيه مجلس حزب التحرير في ولاية السودان.
وقد كان برنامج رجب هذا العام نقطة فاصلة في فرض الحزب نفسه على الساحة برغم التعتيم الإعلامي المضروب عليه، حيث قام الحزب بآلاف الأحاديث، ومئات المحاضرات في المساجد، أشهرها محاضرات المساجد الكبيرة في ولايات السودان منها المسجد الكبير بنيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، حيث حضرها الآلاف مكبرين ومهللين ومتفاعلين مع المحاضرة، وكذا المساجد الكبيرة في كل من مدني حاضرة ولاية الجزيرة، ومدينة بورتسودان شرق السودان، والدلنج، ثم كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان، مع مخاطبة جماهيرية حاشدة في مدينة القضارف، ووقفة حاشدة أمام المسجد الكبير في مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، التي خاطبها الناطق الرسمي فكبر الناس وهللوا والتفوا حول شباب الحزب وقد تم اعتقال الناطق و١٤ من شباب الحزب وممثل الإخوان المسلمين الذي كان مشاركا الحزب في هذه الفعالية، وقد فتحت الأجهزة الأمنية ضدهم بلاغات كيدية أسقطها القضاء وحكم ببراءتهم، فكانت ضربة قاضية للنظام ولأجهزته الأمنية.
كما تم تعليق مئات اللافتات التي تحوي أفكارا وأحكاما شرعية وأحاديث تم تعليقها على الكباري والشوارع الرئيسية والأماكن العامة، وتوزيع ٢٠ ألف ملصقة على السيارات، كما عقد الحزب عشرات أركان النقاش في الجامعات، مع الوقفات باللافتات أمام المساجد الكبيرة في أغلب ولايات السودان، أشهرها المسجد الكبير بالخرطوم، وبمدينة نيالا غرب السودان، والقضارف شرق السودان، وقد توجت هذه الأعمال بمسيرة حاشدة بالسيارات التي قاربت المائة سيارة مزينة بالرايات والألوية، وبهتافات المشاركين؛ حيث طافت مدن الخرطوم الثلاث، فلفتت الأنظار، وتفاعل معها الناس في الأحياء التي مرت بها، بالتهليل والتكبير والتصوير عبر الموبايلات، وكانت مدار حديث الناس لأيام عدة، برغم رفض الأجهزة إقامة مهرجان خطابي في ذات يوم المسيرة، إلا أن الحزب قرر أن يقوم بعمل لافت للنظر يرسل به رسائله، ويؤكد حقائق تتجاهلها هذه الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين أن المشاكسات والمضايقات الرخيصة التي تقوم بها ضد الحزب ما عادت تجدي نفعا، وأن الحزب الآن يناطح بتطلعاته القمة لاستلام السلطة، غير آبه برضا فلان أو سخط علّان من الناس، مؤمن بوعد الله سبحانه، مستبشر ببشرى رسوله عليه الصلاة والسلام، يراهن على هذه الأمة العظيمة لتؤيد هذا المشروع العظيم، استئناف الحياة الاسلامية عبر إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عبر التواصل الحي مع أبناء الأمة، وأهل القوة والمنعة لنصرة هذه الدعوة وإقامة سلطان للإسلام والمسلمين، وإنه لقريب بإذن الله تعالى القائل: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾ [الإسراء: ٥١]
بقلم: الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع