ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" أنّ الصين قامت مجدداً بحظر الصيام في رمضان في محافظة شينجيانغ. وذكرت أن جميع المسلمين في المحافظة، المعروفة باحتضانها أقلية الإيغور، قد طُلب منهم عدم الصيام خلال الشهر الكريم. ونقلت أنباء عن تشديد السلطات الصينية المستعمرة لتركستان الشرقية في حملتها لمنع المسلمين من ممارسة فريضة الصيام، بما في ذلك إجبار طلاب المدارس على الأكل بحضور المعلمين ومسؤولي المدارس للتأكد من عدم صيامهم، وإجبار مطاعم المسلمين على العمل خلال نهار رمضان.
الإيغور، وهي كلمة تعني الاتحاد والتضامن، هم شعوب مسلمة تركية الأصل يتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم سينكيانج أيضا) على مساحة تعادل سدس مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين وتقدر أعدادهم بحوالي 23 مليون نسمة على الأقل. دخلوا الإسلام مثل أهل الهند وإندونيسيا عبر التجار والسياح المسلمين فتجذرت فيهم العقيدة الإسلامية، مما أزعج الحكم الشيوعي الملحد في الصين. تاريخياً قُتل من الإيغور المسلمين أكثر من مليون شخص في عام 1863م كما قُتل منهم أكثر من مليون أيضا في المواجهات التي اندلعت في عام 1949م عندما احتل النظام الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسي تونج الإقليم فألغى استقلاله، وجرى ضمه لجمهورية الصين، وأطلق اسم سينكيانج (أي المقاطعة الجديدة بلغة الماندرين الصينية)، وجرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم على عدة أقاليم مختلفة، حتى يكونوا أقليةً في مواطنهم الجديدة، فتدنت نسبة المسلمين في تركستان الشرقية من 84% عام 1945 إلى أقل من النصف اليوم.
كما تم التضييق عليهم في عباداتهم ومظاهرهم الإسلامية وهدم مساجدهم، وإزالة مدارسهم. ورغم كل تلك المعاناة إلا أن حبهم للإسلام باق وثابت مما أقلق السلطات الصينية رغم أنهم مسالمون هادئون لكن السلطات الصينية لم تكتف بما قامت به منذ ستة عقود في حقهم من معاملة غير إنسانية وتهجير واعتقال وطرد لكنها عمدت إلى منعهم من أداء شعائرهم الإسلامية متذرعة بما يتذرع به أعداء الله في كل مكان فيه مسلمون: "بمكافحة الإرهاب". ظهر هذا جلياً واضحاً مع قدوم شهر رمضان هذا العام 1436هـ حيث تميز هذا العام بازدهار وازدياد قوة مواقع التواصل التي دخلت ردهات الأنظمة المجرمة ففضحتها وزادت ممارساتها بحق المسلمين كشفاً وتبياناً. فتناقل الناس صوراً من هذه المقاطعة الإسلامية المغلوبة على أمرها يظهر فيها إجبار قوات الأمن الصينية لأحد المسلمين على الإفطار بعد طرحه أرضاً ووضع زجاجة على فمه ليشرب جبراً عنه ومنعاً له من متابعة صيامه، وصدق الله تعالى في محكم تنزيله حيث يقول: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾. ومع هذا كله فإن حكام المسلمين، بصمتهم المطبق وسعيهم لإرضاء حكام الصين، يشاركونهم حربهم على الإسلام والمسلمين.
لم تتعلم الدول الشيوعية من دروس التاريخ أن الإسلام لا يُهزم، وأن تغييب المسلمين في سيبيريا من قبل الاتحاد السوفياتي سيئ الصيت لم يقض على الإسلام بل الذي قُضي عليه كان هو الاتحاد السوفيتي نفسه وديس عليه بالنعال، وانتصر المسلمون في بلاده لأن الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، ولأنه دين إلهي لا بشرياً، يدافع عنه رب الإنسان والحياة والكون، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾. وحدها دولة الخلافة الإسلامية الحقة على منهاج النبوة هي التي ستنتصر للمسلمين في الصين أيضاً بعد أن خذلتهم جيوش الأمة الإسلامية الرابضة في ثكناتها تحمي الحكام من غضبة الأمة. أليس جيش الخلافة هو الذي أرعب ملك الصين يوم أرسل له كسرى يستنصره على جيش خالد بن الوليد فخاف زعيم الصين ورفض نجدة كسرى قائلا: يا كسرى لا قبل لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها.
رأيك في الموضوع