أقام المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية السودان منتداه الشهري منتدى قضايا الأمة يوم السبت 2 ذو الحجة 1440هـ، 3/8/2019م، الذي كان بعنوان: (الإسلام فكرة سياسية قادرة على علاج الأزمات)، تحدث فيه الأستاذان:
1/ إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير/ ولاية السودان.
2/ عبد الله عبد الرحمن (أبو العز) – عضو مجلس حزب التحرير/ ولاية السودان.
تحدث الأستاذ عبد الله عبد الرحمن عن أزمة المواصلات التي يعاني منها أهل السودان هذه الأيام، وبيّن سوء الأوضاع في هذا المجال (المواصلات) مما صنع أزمة ظهرت في تكدس الناس في مواقف السيارات، وخلوها من المركبات، فأدى ذلك إلى معاناة وضيق ومشقة، وبيَّن أن ذلك لأسباب منها، غلاء قطع الغيار (الإسبيرات)، والضرائب الباهظة، والجمارك، بالإضافة إلى رسوم الترخيص والطرق الضيقة وغير المعبدة، مما جعلها غير مهيئة، وغير مطابقة للمواصفات، إضافة إلى المخالفات المرورية الباهظة والمعجزة للناس التي تسجلها الشرطة.
وبين أن هناك حلولاً آنية يمكن أن تحل مشكلة وأزمة المواصلات لو كانت هناك دولة محترمة ترعى شؤون الناس لنفذتها، مثلاً أن يسمح لكل أصحاب المركبات الخاصة المهيأة بنقل الناس دون أي رسوم حكومية، فلا يجب أن يحتكر العمل فقط لمن له ترخيص خط، طالما أن السيارة مهيأة والسائق مجاز ومرخص له، من بكاسي، وسيارات خاصة صغيرة وكبيرة.
وكذلك يمكن أن توفر الحكومة السيارات الحكومية الصغيرة والكبيرة، من سيارات شرطة وجيش وأمن وموظفين وتوفر عند الذروة في المواقف بأعداد كبيرة لتحمل الناس بالمجان. فهذه حلول يمكن أن تحل المشكلة الآن لو كانت الدولة جادة.
وبيَّن أن الحل الجذري يكمن في إقامة دولة الرعاية التي تقوم على أساس الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فقد جعل الإسلام الإمام فيها راعياً، وكان النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الكرام أول من يتصدر لمشاكل الناس ويسعى في حلها قبل الآخرين. وقدم أدلة وأمثلة على ذلك.
الأستاذ أبو خليل الناطق الرسمي لحزب التحرير/ ولاية السودان:
بيَّن أن الإسلام قد أوجد الحلول لكل المشاكل، وأن أي حياة لا تقوم على أساس الإسلام فهي حياة مشقة ومعاناة مستدلاً بقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾. وبين أن المعيشة الضنكا هي التي ليس فيها طمأنينة، وضرب مثلاً بالدول الاسكندينافية التي هي من أغنى دول العالم، ولكنها من أكثر الدول ارتفاعاً في نسب الانتحار، وبين أن المشكلة في أن المسلمين لديهم النظام الكامل ولكنهم لا يطبقونه، ويتبعون الأنظمة الغربية الوضعية التي صنعت الأزمات وأورثت الشقاء كما في الغرب وفي بلاد المسلمين اليوم، وأن الإسلام هو نظام رب العالمين فلن تجد في ظل أحكام الإسلام أزمات..
تحدث أبو خليل عن أزمة الكهرباء التي يعاني منها الناس هذه الأيام، وسأل: هل السودان لا يملك موارد لإنتاج الطاقة الكهربائية؟ وأجاب أن السودان يملك موارد ومصادر متعددة، منها الموارد المائية لكثرة الأنهار والسدود في السودان، وبين أن هناك مورداً آخر وهو الطاقة الشمسية، وبين أن السودان غني بالسليكون كما في رمال كردفان الغنية بهذا المورد التي تصنع منها رقائق لوحات الطاقة الشمسية، وأشار إلى أن المشكلة في أن الساسة غير ذاتيين لأنهم مربوطون بالغرب المستعمر الذي يجعل بلادنا سوقاً كبيراً لهم.. وبين أن ما يتحجج به الساسة من قلة منسوب المياه وتراكم الطمي أنها تؤثر في إنتاج الكهرباء، قال هذا كذب وتضليل، لأن السياسي في الأصل أن تكون عقليته عقلية راعٍ ومبدع يوجد الحلول والمعالجات لا يتعذر ويتحجج، وبين أن الحاكم في الإسلام ليس جابياً وإنما راعٍ، والحكم في الإسلام رعاية وأمانة وليس جباية، وبين أن الحكام اليوم هم غير ذاتيين ولا رعاة للناس، لذلك اليوم تستمر المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، لتقسيم الحكم بينهم مثل الكيكة، مع اعتمادهم على التدخل الأجنبي لأنهم غير ذاتيين، والحاكم في الإسلام يخاف من أن تعثر البغلة لأنه يعلم أن الله سائله، لماذا لم يصلح لها الطريق فما بالك بالناس؟
وتحدث عن الفساد الذي حدث في السودان ومنه سد مروي، وكيف أنه صرفت فيه أموال ضخمة مقارنة بسد النهضة برغم اختلاف الحجم، وتم تحليل الربا لأخذ القرض الذي أسس به، ولكن برغم ذلك لم يحل مشكلة الكهرباء في السودان، وأن ما ينتج من الكهرباء أقل مما أُعلن عنه عند قيام السد، وقال: بهذه الموارد في السودان إذا قامت دولة الخلافة نستطيع أن نصدر الكهرباء من السودان إلى كل أفريقيا بإذن الله.
المداخلات:
الأستاذ محمد مبروك الإعلامي والكاتب الصحفي
شكر حزب التحرير في التزامه بالوقت وأشاد بالانضباط وقال لو انضبط الناس في السودان بالإسلام لحلت كل المشاكل..
وتحدث عن خطورة الارتباط بالغرب.. وقال إنه يجزم أن الديمقراطية نظام فاسد لأنه حكم البشر.. وبين عظمة قول عمر بن الخطاب: (لو عثرت بغلة في العراق...) وكيف بكت الجواري لما مات أبو بكر وقلن من يحلب لنا اللبن؟)... وكيف أن عمر كان يحكم أكبر دولة في العالم برغم ذلك كان متواضعاً، وبين أن العظمة تكون بالإسلام، مستشهداً بموقف عمر بن الخطاب لما ذهب إلى بيت المقدس فأرادوا أن يزينوا ثيابه ليلتقي بحكام الروم فرفض قائلاً (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام..)
وبين أن المشكلة عند المسلمين اليوم في خطأ نظرتهم للإسلام وليس في الإسلام فالإسلام يحتاج إلى التطبيق...
وشكر الدكتور الصادق عبد الله – الأستاذ الجامعي حزب التحرير، على إقامة المنتدى المهم، وقال إنه يريد أن يضيف بعض الحلول التي يمكن أن تقدم لحل الأزمات التي تم بحثها في المنتدى: بالنسبة لأزمة المواصلات يمكن أن يضاف إليها النقل المائي أو النهري، وقال: هو نقل رخيص وقليل التكلفة.. والطيران كذلك، وفي جانب الكهرباء أضاف طاقة الرياح.
أما الدكتور محمد موسى البر – الأستاذ الجامعي، والكاتب الصحفي: يرى أن بلاد المسلمين ما زالت مستعمرة وأشار إلى أن المستعمر جعل شخصية (الخواجة) قدوة تأثر بها بعض أبناء المسلمين، وقال إن حياتنا لن تكون صحيحة إلا عندما نكون فخورين بالإسلام.. وقال إن السياسيين لا فائدة فيهم لأن منهجهم باطل...
ويرى الدكتور سعد أحمد سعد، عضو هيئة علماء السودان والكاتب الصحفي
يرى أن المشكلة في كيف يصل الإسلام إلى الحكم، وقال إن المرحلة القادمة مرحلة عصيبة على العلماء والدعاة، وقال إنها مرحلة تحتاج إلى شجاعة، وضرب مثالاً بالشيخ الأوزاعي، كيف أنه كان شجاعاً في قول الحق: حتى إنه لما مات وقف الوالي عند قبره وقال: (والله لقد كنت أخشاك أكثر من خشيتي من ولاني).
وشكر الأستاذ محمد حامد تورين رئيس حزب قوى السودان المتحدة حزب التحرير على هذا المنتدى وقال إن المنتدى يثقف الناس ويقدم الحلول للمشاكل، وقال إن الفكر الإنساني محدود لا يقارن بالشريعة، وقال إننا بسقوط البشير خرجنا من كابوس ولا نريد الدخول إلى كابوس جديد.
وكان من ضمن المشاركين الكاتب الصحفي الأستاذ سعد محمد، والباحث والمؤلف الأستاذ عبد الله أبو إمام. وكان من ضمن الحضور الأستاذ حسن عبد الحميد نائب المراقب للإخوان المسلمين.
وفي ختام المنتدى أجاب المتحدثان على الأسئلة والتعقيبات والاستفسارات.
وشكر ضابط المنتدى الحضور على الصبر والمشاركة وحسن الاستماع.
الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير/ ولاية السودان
رأيك في الموضوع