أورد موقع (وكالة سما الإخبارية، الخميس 23 آذار/مارس 2017)، خبرا جاء فيه: "أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الفلسطينيين يطالبون بـ22% فقط من مساحة فلسطين التاريخية حتى حدود 1967.
وقال عباس في كلمة له أمام أكاديمية كونراد أديناور، مساء اليوم الخميس "أنا أحد اللاجئين الفلسطينيين، فقد ولدت في صفد، وأجبرت وأسرتي على الرحيل وأنا في سن الـ13، وعائلتي عاشت مرارة اللجوء، وقد كنت أذهب في الصباح للمدرسة، وفي العطل المدرسية كنت أعمل لمساعدة أسرتي، وها أنا اليوم لا زلت أمد يدي للسلام عن إيمان وقناعة، وأعمل من أجل تحقيقه، وأعلنا ذلك ونحن نكتفي بهذا ونطالب بهذا، لعل أن تقبل (إسرائيل) بذلك".
الراية: إنه مما لا شك فيه أنّ جميع أهل فلسطين المخلصين الشرفاء، بلا استثناء لا يقبلون، بل هم يرفضون أن يمثلهم أو ينطق باسمهم الرويبضات العملاء، دعاة الاستسلام والتفريط والتنسيق الأمني "المقدس" مع كيان يهود، بل إنّ الغالبية العظمى من أهل فلسطين باتوا يدركون أن السلطة الفلسطينية هي رديف وشريك للاحتلال؛ ذلك أنهم يرون بأم أعينهم حجم الخدمات الأمنية التي تقدمها السلطة لكيان يهود، وحرصها وتفانيها في حماية كيان يهود والحفاظ على مصالحه، ويرون مقابل ذلك أن السلطة تكنّ أشد العداء لأهل فلسطين فتعتقل أبناءهم وتعذبهم وتضيق عليهم، بل وتشي على شرفائهم للاحتلال الغاصب ليعتقلهم أو يعدمهم بدم بارد، كما تلاحق الناس في أرزاقهم وقوت عيالهم، وأثقلت كاهلهم بالضرائب الباهظة والمتعددة، التي تفرضها عليهم، ويرى أهل فلسطين فوق ذلك كله تخاذل السلطة عن حمايتهم من قطعان المستوطنين ودوريات الاحتلال واقتحاماتهم واعتقالاتهم وتصفية جنودهم لأبناء فلسطين.
إن أهل فلسطين باتوا لا يرون من سلطة المشروع الاستثماري إلا ما يسيئهم، فلا عدواً نكأت عنهم ولا عيشا كريما وفّرت لهم، ولا حتى احتراما أوْلتهم، وفوق ذلك فهي تعاون الاحتلال وتتجبر على الناس وتتسلط على رقابهم وأموالهم.
إن سلطة هذه حالها أنّى لها أن تكون ممثلا لأهل فلسطين أو ناطقا باسمهم؟!
إنّ طموحات عباس الخيانية لا تمثل إلا نفسه ومن حوله من مرتزقة المشروع "الوطني" الاستثماري، فأهل فلسطين وبعد كل ما قدموه من تضحيات وصمود من أجل دحر الاحتلال والخلاص منه لا يقبلون إلا بتحرير فلسطين كل فلسطين من دنس يهود، لا العيش بسلام مع يهود قتلة أبنائهم ومدنسي مقدساتهم ومحتلي بلادهم.
إن عباس حينما يقول بأنّ "الفلسطينيين يطالبون بـ 22% فقط من مساحة فلسطين التاريخية حتى حدود 1967" هو كذاب أشر وهو حالم واهم، فهو يتحدث عن نفسه وعمن هم حوله من المرتزقة، وهو يدرك في قرارة نفسه الخبيثة تمام الإدراك بأنه لا يمثل أهل فلسطين ولا يمثل أهدافهم وتطلعاتهم.
فأهل فلسطين يريدون تحرير كامل تراب فلسطين يا عباس، أنت ومن حولك من مرتزقة لا تمثلون إلا أنفسكم وأسيادكم المستعمرين. ولذلك كان على أهل فلسطين أن يرفعوا الصوت عاليا في وجه السلطة لتتأكد من صحة هذه الحقيقة، فيضع ذلك حدا لها ولمشروعها التفريطي الخياني.
رأيك في الموضوع