الراية: أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا يوم الاثنين 25 من ربيع الثاني 1438هـ، الموافق 23 كانون الثاني/يناير 2017 م، بيانا صحفيا حول الاقتتال الدائر بين الفصائل العسكرية في سوريا، قال فيه: "إن الاقتتال الذي يجري بين فصائل الشام اليوم بالتزامن مع عقد مؤتمر الأستانة - عاصمة كازاخستان - له دلالة لا تخفى على كلّ ذي لب، ويتحمل مسؤولية وقوعه كل من يستطيع منعه ولم يمنعه، وكل من يرضى به من أهل الشام، فالاقتتال بين الفصائل قد تكرر كثيراً، وفي كل مرة تهراق فيه الدماء، لأسباب تافهة، ودواعٍ ما أنزل الله بها من سلطان، ورغم الدعوات التي تخرج من أفواه المخلصين لوقف الاقتتال، إلا أن هذه الدعوات لم تلق آذاناً صاغية".
ثم بين أن هذا الاقتتال الحرام بين الفصائل المسلحة هو نتيجة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بتاريخ 29/12/2016م، فقال: "إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بتاريخ 29/12/2016م كان الخطوة الأولى التي مهدت للاقتتال بين الفصائل، حيث إن الاقتتال من متطلبات الحل السياسي الأمريكي، والذي يمهد لتصنيف الرافضين للحل السياسي ضمن قائمة الإرهاب".
ثم وجه المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا خطابه إلى المسلمين في الشام مبينا لهم أن ما آلت إليه الثورة في الشام من تنكب، إنما هو بسبب غياب الوعي السياسي عند الحركات العاملة على الساحة السورية، على مؤامرات دول الغرب الكافر، ومنوها لهم بحاجة الثورة لقيادة سياسية واعية ومخلصة فقال في بيانه: "أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام، إنه لم يعد ليخفى على أحد أن ما آلت إليه الثورة كان سببه غياب الوعي على مؤامرات الأعداء، وغياب القيادة السياسية الواعية التي تمنع حصول أي اقتتال، وتحفظ الثورة من الدم الحرام، فالسلاح الموجود بيد الفصائل هو للدفاع عن أهل الشام والذود عن أعراضهم وليس للاقتتال فيما بينهم، وهذه القوة الموجودة في الثورة تحتاج لقيادة سياسية ترسم لها مسار عملها، وتحدد لها الهدف الصحيح، لتصوب نحوه بندقيتها".
كما ذكر وجهاء الشام وأصحاب الرأي والكلمة فيه بعظم مسئوليتهم وواجبهم تجاه ما يحصل في الشام، فقال: "أيها الوجهاء، يا أصحاب الرأي والكلمة في أرض الشام، إن المسؤولية التي تقع على كاهلكم لعظيمة، فإنكم تستطيعون أن تمنعوا أي انحراف يصيب الثورة، وبإمكانكم وقف أي اقتتال ينشب بين حملة السلاح، فلتصدروا البيانات الرافضة للاقتتال، ولتمنعوا أبناءكم من طاعة قادتهم في معصية الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعلموا أن هذه الثورة لا يصلح أمرها إلا بقيادة سياسية مخلصة تحمل مشروع الإسلام العظيم، فتقود الثورة به، قبل أن تتخطفها أيادي العابثين، وقبل أن يتاجر بها بائعو الدماء، ولتكونوا كما أراد الله لكم عباداً له مخلصين، تبتغون رضاه، وتعملون بما أمر، وتنتهون عما نهى ولا تخشون في الله لومة لائم".
ثم اختتم المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا، بيانه مذكرا الجميع بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
رأيك في الموضوع