الراية: ما أشبه ما يحصل في الشام بما حصل ويحصل في فلسطين، فلسطين الأرض المباركة يدنسها يهود منذ عقود وتُرك أمر تحريرها للمستضعفين من الناس يقاتلون ويثورون ضد يهود بالحجارة والخفيف مما يقدرون عليه من السلاح والعتاد. أما الجيوش المدججة التي بمقدورها إزالة كيان يهود خلال ساعات فتُركت رابضة في ثكناتها!
وبعدها تحولت فلسطين إلى قضية فصائل، وكل فصيل منها يتلقى الدعم من دولة كذا، ودولة كذا. وبين هذا الفصيل وذاك، ضاعت فلسطين، بل تمت شرعنة الاحتلال تحت مسمى عملية السلام، ونحن اليوم نشهد في الشام نموذجا تتكرر فيه المشاهد، وكأن القضية في الشام أصبحت قضية فصائل ومعارضة. فصائل كبيرة أحجمت عن نصرة حلب لأنها لبت نداء تركيا التي تواليها، وأخرى جمدت في مكانها تحرس أطلالا ومكتسبات لأنها تنفذ أوامر قطر والسعودية، وأخرى تشبثت بمناطق تاركة أهل حلب والشام يموتون خشية أن تتزحزح من مكانها فتضيع ممالكها!، وأخرى باتت تشكل درعاً يحمي النظام لأنها تمنع المخلصين من العبور عبر المناطق التي تسيطر عليها. وهكذا يموت الناس وتُحرق البلاد ويستقوي النظام المجرم المتهاوي بانتظار توحد الفصائل وإخلاص قادتها لله.
إننا نحذر أهلنا في الشام من مذبحة كبرى ربما يساقون إليها، فالعدو يجمعهم في إدلب ليسهل عليه قتلهم، وما لم يتحرروا من قياداتهم السياسية المرتهنة للغرب والأنظمة العميلة، وينقادوا للقيادة المخلصة التي تدعوهم للخلافة ومشروعها الواضح فإن الخطر عظيم عظيم. فاللهَ اللهَ في أنفسكم أيها المجاهدون هلموا إلينا لنسير معا نحو ما أمرنا الله به، وهو سبحانه القوي القاهر فوق عباده بيده الملك بيده النصر ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
إن ثقتنا بربنا عظيمة، وثقتنا كبيرة بأمة محمد e، ونحن على يقين بنصر الله تعالى: وأن ما يصيبنا هنا وهناك لن يضرنا إلا أذى... فأمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾.
وإنّ الإسلام هو دين الله... الذي تكفل بحفظه ورعايته وإظهاره ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
ونداؤنا إلى الجيوش والمخلصين أن أغيثوا الشام وحلب، انصروا المستضعفين والنساء والولدان، تحرروا من قبضة الحكام العملاء، وحركوا أرتالكم وجحافلكم لإسقاط الطاغية وإعلانها خلافة راشدة على منهاج النبوة، لتكملوا المشوار بعدها نحو نصرة كل المسلمين المستضعفين وتحرير بلادهم من المستعمرين وأذنابهم.
ونداؤنا إلى الفصائل والكتائب في الشام أن تحرروا من المال السياسي والولاءات الدولية، وتوحدوا على ما يرضي الله في بلدكم، على مشروع الأمة الذي خرج من أجله الأحرار، مشروع الإسلام العظيم، وحينها سيكون النصر حليفكم والجنة ثوابكم.
﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾
رأيك في الموضوع