منذ أن تولى السيسي الحكم في مصر بعد أن أطاح بحكم الإخوان وقتل منهم ومن غيرهم من قتل وسجن من سجن وهو يسعى بخطى سريعة غير متزنة لما أسماه بتجديد الخطاب الديني؛ ففي خطابه الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بليلة القدر عام 2014 دعا الحضور وعلى رأسهم رجالات الأزهر والمثقفين إلى إحداث ثورة دينية لتجديد الخطاب الديني، ومباشرة ترجم المثقفون استجابتهم لطلبه، فخرج علينا إسلام البحيري على مرأى ومسمع من السيسي يشكك في سنة النبي e، متعديا على البخاري وكتب السنة بشكل سافر، ودعا شريف الشوباشي لمظاهرة نسائية بميدان التحرير يخلعن فيها الحجاب، وتم حذف نصوص متعلقة بصلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من كتب وزارة التربية والتعليمبحجة التخفيف على الطلبة، بل تم حرق بعض الكتب الإسلامية في ساحة مدرسة بمحافظة الجيزة (الجزيرة نت 18/4/2015)، فترتب على ذلك غضب كبير في أوساط الشارع المصري بكل أطيافه حتى إن بعض المنظمات النسائية اعتبرت دعوة الشوباشي عملاً استخباراتياً، وعمت حالة من الاستنكار على مواقع التواصل وفي الشارع المصري، حتى إن أحد جناحي التجديد للخطاب وهو الأزهر رفع قضية على برنامج إسلام البحيري، وبعدما افتضح أمرهم جميعا واختلفوا فيما بينهم خرج السيسي كي يتدارك الأمر ويعيد ترتيب الأوراق من جديد حيث قال"عندما تحدثت العام الماضي في ليلة القدر عن تحقيق ثورة دينية لم يكن الهدف اتخاذ إجراءات عنيفة، ولكن إحداث ثورة في الفكر تتناسب مع العصر الذي نعيش فيه وتصحيح صورة الإسلام الحقيقية القائمة على أن الدين المعاملة". (مصر العربية 14/7/2015).
منذ أن تولى السيسي الحكم في مصر بعد أن أطاح بحكم الإخوان وقتل منهم ومن غيرهم من قتل وسجن من سجن وهو يسعى بخطى سريعة غير متزنة لما أسماه بتجديد الخطاب الديني؛ ففي خطابه الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بليلة القدر عام 2014 دعا الحضور وعلى رأسهم رجالات الأزهر والمثقفين إلى إحداث ثورة دينية لتجديد الخطاب الديني، ومباشرة ترجم المثقفون استجابتهم لطلبه، فخرج علينا إسلام البحيري على مرأى ومسمع من السيسي يشكك في سنة النبي e، متعديا على البخاري وكتب السنة بشكل سافر، ودعا شريف الشوباشي لمظاهرة نسائية بميدان التحرير يخلعن فيها الحجاب، وتم حذف نصوص متعلقة بصلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من كتب وزارة التربية والتعليمبحجة التخفيف على الطلبة، بل تم حرق بعض الكتب الإسلامية في ساحة مدرسة بمحافظة الجيزة (الجزيرة نت 18/4/2015)، فترتب على ذلك غضب كبير في أوساط الشارع المصري بكل أطيافه حتى إن بعض المنظمات النسائية اعتبرت دعوة الشوباشي عملاً استخباراتياً، وعمت حالة من الاستنكار على مواقع التواصل وفي الشارع المصري، حتى إن أحد جناحي التجديد للخطاب وهو الأزهر رفع قضية على برنامج إسلام البحيري، وبعدما افتضح أمرهم جميعا واختلفوا فيما بينهم خرج السيسي كي يتدارك الأمر ويعيد ترتيب الأوراق من جديد حيث قال"عندما تحدثت العام الماضي في ليلة القدر عن تحقيق ثورة دينية لم يكن الهدف اتخاذ إجراءات عنيفة، ولكن إحداث ثورة في الفكر تتناسب مع العصر الذي نعيش فيه وتصحيح صورة الإسلام الحقيقية القائمة على أن الدين المعاملة". (مصر العربية 14/7/2015).
ويكاد لا يترك مناسبة يخرج فيها على الناس إلا ويتكلم عن التجديد في الخطاب؛ يتعدى فيه على دين الله وعلى الأمة الإسلامية بكل جرأة، متهما لها ولفكرها بالتخلف وعدم القدرة على مواكبة العصر، وأنها أمة تريد أن تقاتل الناس جميعا؛ يلمز ويغمز بحكم الجهاد، ثم ها هو يعرّض بحكم الردة ويبرر الإلحاد وأنه أمر طبيعي ومن حق الناس أن ينخلعوا من كل دين ولا عقاب عليهم في الدنيا ولا في الآخرة، وأخيرا خرج علينا في خطابه يوم 29/6/2016 بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، فوق خطابه المملول بتجديد الخطاب الديني، يشكك في خيرية الأمة في سؤال استنكاري للمفتي وشيخ أزهره (أنحن أعلم الأمم؟ أنحن أتقن الأمم؟ أنحن أصبر الأمم؟ أنحن أكثر الأمم احتراما للمرأة؟) ولم ينس في خطابه أن يؤكد على أن حالة التردي هذه التي يدعيها منتشرة في البلاد الإسلامية جميعا، وأنها ليست حالة مصرية بل نابعة من ثقافة الأمة، طالبا منهم ضرورة مراجعة النصوص والحكم عليها من جديد بما يتفق مع العصر؛ فالرجل يرى أن المشكلة ليست في عدم تطبيق الإسلام بل هو يعتقد أن المشكلة هي في نصوص الإسلام وخاصة بعد قوله إذا كانت السُّنة النبوية المُطهرة قد تمت مراجعتها وتمييز ما يصح منها مما لا يصح(لم لا نتصدى نحن أيضا ونقول دا ينفع ودا ما ينفعش) ولذلك طالب بتغيير النصوص بما يتفق مع العصر!
إن مراجعة السنة التي قام بها العلماء الربانيون كان الهدف منها إثبات صحة نسبتها للرسول e كي تخضع الأرض بمن فيها لتلك النصوص، وشتان بين ذلك وبين ما يسعى له السيسي؛ فهو يريد إخضاع كلام الله ورسوله لأهواء الغرب يحكم عليهما من وجهة نظره فيقول (دا ينفع ودا ماينفعش)، هذا معنى قوله "ما يتفق مع العصر" وهذا هو الدين عنده وهذا ما يسعى إليه وقد نسي الرجل أو تناسى قول الله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾. فالخطاب الديني مصدره الكتاب والسنة، والواقع الذي نعيشه يجب أن نجتهد كي نكيفه ونشكله بهما وليس العكس بأن يتشكل ويتغير الشرع بما يتفق مع العصر، فيجب أن نفهم الواقع جيدا ثم النصوص الشرعية المتعلقة بالواقع ثم نسقط الحكم على واقعه كي يصبح الواقع على الوجه الذي أمر به الله، وهذا لا يكون إلا لعالم رباني على علم بأصول الدين وفروعه وعلى تقوى من الله ورضوان وليس لعلماء السلطان الذين لا ينكرون عليه منكرا ولا يأمرونه بمعروف.
لقد كان أحرى بالسيسي في مثل هذه الذكرى العطرة أن يذكر الأمة بمجدها وعزها يوم أن قادت الأمم بهذا الدين الحنيف فعم الأمن والرخاء، فأمن الناس والطير ودخل الناس في دين الله أفواجا... لا أن يتهم الأمة أنها مصدر كل شر وأنها خطر على الأمم!
كان أحرى به أن يبين للأمة والناس أن مصدر الخراب والدمار الذي حل بديار المسلمين هي أمريكا وروسيا وكيان يهود وأوروبا... ألا يرى الرجل قواعدهم في بلاد المسلمين يقتلون من خلالها أطفال ونساء ورجال المسلمين؟
كان أحرى به بدل أن يتهم الأمة الإسلامية ودينها بالإرهاب أن يتهم حكومة ميانمار حيث يحرق المسلمون أحياء، ويتهم روسيا التي تقتل المسلمين في سوريا، ويتهم أخاه بشار الذي قتل نصف مليون مسلم، ويتهم أخاه حفتر الذي يقتل مسلمي ليبيا إرضاء لأمريكا؛ إلا أنه مد يده لهؤلاء الظالمين جميعا يعاونهم في إرهابهم ووقف أمام الأمة وهي تنزف يتهمها أنها متخلفة إرهابية وأنها هي من قتلت نفسها.
يا أهل الكنانة! إننا في حزب التحرير نذكركم بعقبة بن نافع وبصلاح الدين ومحمد الفاتح وأنكم أحفادهم؛ سبقوكم بفتح البلاد وفتح القسطنطينية، وإنكم أهل بإذن الله أن تكملوا البشرى وتفتحوا روما وعد رسول الله e، تفتحوها خلف خليفة راشد في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وعد رسول الله e رغم أنف السيسي والغرب الذي يواليه.
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
بقلم: عبد الله عبد المعين
رأيك في الموضوع