يوم الرابع من نيسان/أبريل 2016 نشرت وكالة "Gvezitter.org" على الإنترنت مقالا بعنوان "لقد تعلمت عن حزب التحرير" في بث مباشر على محطة ZHTR. وقد اشتكى كاتب المقال ومراسل صحيفة Zhana Ordo، ن. كاميرالييف، اشتكى من أن السلطات لم تحقق في توزيع حزب التحرير لمواده على الإعلام. وكتب ن. كاميرالييف "أصيل بيك أكماتوف، وهو شاهد من جلال أباد، وجه إلى القادة وأعضاء البرلمان مناشدةً بعنوان "ك. بازاركولوف هو رجل يعتمد عليه في عمر بيك تيكاباييف، أو لماذا ZHTR تجادل لمصلحة حزب التحرير، وتم نشره على صحيفتنا يوم 27/2/2015، ولغاية الآن لا يوجد جواب للمناشدة".
يبدو هذا الطلب أو المناشدة من مشاهد محلي إلى السلطات عبر الصحيفة غريبًا نوعًا ما، بسبب أن قرغيزستان تعتبر بلدًا إسلاميًا ومعظم سكانها هم من المسلمين. ألا يجب أن يفرح المسلم لأن هناك برامج تدعو إلى تطبيق الإسلام واستئناف الحياة الإسلامية على التلفزيون المحلي؟!. ولكن لا، فالمشاهد المذكور يشتكي من البرامج التلفزيونية التي تدعو إلى الإسلام وفي الوقت نفسه يصمت إزاء البرامج غير الأخلاقية المختلفة التي تدعو إلى الرذيلة والحياة غير الإسلامية.
ألا يجب على المسلم أن يأمر الحاكم بمنع الرذائل والفواحش من المجتمع؟ وخصوصًا أن الشعب القرغيزي هو شعب مسلم منذ قرون طويلة! لقد أمر رسول الله e المسلمين أن يبذلوا غاية جهدهم بنهي الحاكم عن المنكر، واعتبر e الذي لا يقوم بذلك شريكًا للحاكم في جرمه، روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة أن رسول الله e قال: «ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع...».
وبعدها يسأل ن. كاميرالييف "لماذا تطرح شركة البث الحكومية الإقليمية في جلال أباد أفكار حزب التحرير الدينية المتطرفة؟ بالإضافة لهذا، لماذا تسمح بعرض البرامج التي تدعو إلى الكراهية الدينية والعرقية؟ من يقف وراء هذا الأمر؟ كيف لشركة البث الحكومي أن تعرض فيديوهات "حزب التحرير"؟".
ليس غريبًا أن يوجد في قرغيزستان إعلام - بالرغم من محاربة السلطات للإسلام واضطهاد المسلمين وخصوصًا الذين يدعون إلى استئناف الحياة الإسلامية - لا يخاف من نشر مواد لحزب التحرير؛ لأن أهل قرغيزستان هم جزء من الأمة الإسلامية، وفيهم من يتعاطفون مع أفكار حزب التحرير، وفيهم من يعملون معه؛ لأن حزب التحرير هو حزب إسلامي، وهو من الأمة ويعمل معها ويعيش بينها. واليوم يتمسك الناس أكثر بدينهم ويتعلمونه وينشرونه، ولن يتوقف هذا الأمر. الآن هو وقت الربيع، وقد ازدادت أعداد النساء المسلمات التقيات اللواتي يرتدين الخمار وامتلأت الشوارع بهن. ففي فصل الشتاء لم يكن الأمر لافتًا للنظر لأن جميع النساء كن يرتدينه. ولكن اليوم، عندما حان خلع المعاطف الشتوية فقد اتضح أن أعداد النساء اللواتي يرتدين الخمار قد تضاعف مرات عديدة. هذه الحقيقة أغضبت الطغمة الحاكمة الفاسدة التي تحارب الإسلام والمسلمين، ما دفعهم إلى محاولة إيقاف الدعوة إلى الإسلام من خلال الإعلام.
إن السلطات بواسطة هذه المقالات والصحفيين الفُجّار تحاول الضغط على الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية لمنع نشر مواد حزب التحرير.
ومن المرجح أن يكون الشخص الذي قدم الطلب هو من أجهزة الأمن، وأن هذا المقال كان بأمر من المخابرات، هذه القضية يمكن أن تصبح سابقة لمحاكمة الإعلام والصحافة غير المسيطر عليهم، وفرصة لمحاكمتهم وشرعنة الأحكام الجنائية ضدهم. يأمل الإعلام أن هذا الإجراء سوف يوحدهم ويجبر الجميع على عدم نشر موادنا.
ولكن الله سبحانه وتعالى فوق مخططاتهم وسوف ينصر دينه. يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]
بقلم : إلدر خمزين
رأيك في الموضوع