صادق وزير الأمن الداخلي لكيان يهود، على مسار مسيرة الأعلام في القدس والمقرر إجراؤها يوم 29/05/2022م. وبحسب وسائل إعلام فإن المسيرة ستسير وفقاً لما كان متبعاً في سنوات سابقة، وستمر من باب العامود والبلدة القديمة وصولاً إلى حائط البراق.
يحاول كيان يهود تكريس سيادته الوهمية على القدس والمسجد الأقصى في كل تحرك من تحركاته سواء بتصعيده لوتيرة الاستيطان في القدس وهدم البيوت وطرد أهلها منها، أو من خلال قتله وإعداماته المتكررة لشباب فلسطين في شوارع وأزقة البلدة القديمة أو على الحواجز، أو من خلال قمع المتظاهرين واعتداءاته المتكررة على الجنائز وحمَلة النعوش غير آبهٍ بالتنديدات والاستنكارات الدولية الفارغة المعنى والمضمون والجوهر.
فجوهر القضية هو صراع بين كيان غاصب يحاول جاهدا معاندة الحقائق السياسية والتاريخية التي شكلتها وكرستها أمة الإسلام عبر قرون من الزمان، فمسرى الرسول ﷺ وقبلة المسلمين الأولى لن يستطيع كيان هزيل هش بحماقاته ومحاولاته الإجرائية اللحظية أن ينتزعها من قلوب وعقول الأمة الإسلامية، فحقائق السياسة والتاريخ تثبت للعالم أن قوى الشر المتمثلة بالحملات الصليبية لم تستطع أن تنتزع الأرض المباركة من عقول وقلوب المسلمين التواقة لتحريرها وكنس الصليبيين منها على الرغم من إقامة مملكة لهم فيها، ودعم العالم الصليبي الغربي كله لها!! فجاء صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وحررها في معركة حطين التي ما زالت تسكن تلابيب عقول المسلمين وتستفز قواهم الحية كلما لاح في الأفق اسم المسجد الأقصى أو تراءت لهم قبة الصخرة.
فالصخرة، صخرة شماء تتحطم عليها آمال يهود، ووجودها هو رمز لهشاشة وارتعاش كيانهم المسخ أمام حتمية تحرك الأمة الإسلامية لصناعة حطين جديدة أو عين جالوت تحرر فيها المسجد الأقصى وتنصر أهل الأرض المباركة.
إن أهل الأرض المباركة يقفون أمام هذا الكيان المارق بصدور عارية وعزة تعكس شموخهم واعتزازهم بدينهم العظيم وأمتهم القوية صاحبة التاريخ والفتوحات والتحرير وكنس الصليبيين وكسر المغول، وهذا الإحساس بالعملقة والعزة والانتماء لأمة عظيمة انعكس على تصرفاتهم وصمودهم البطولي ونظرتهم المستعلية على كيان يهود الهش الذي لا يقوى على الوقوف ساعة أمام جيوش الأمة الإسلامية.
فالأمة الإسلامية هي مصدر ثبات وصمود أهل فلسطين ومحط آمالهم، والأقصى ليس يتيما ليقف في وجه يهود وحيدا، وللأمة على أهل فلسطين أن يصبروا ويتصدوا بصدورهم العارية وأن لا يتنازلوا عن الأقصى أو يتركوه وحيدا، وللأقصى وأهل الأرض المباركة على الأمة الإسلامية حق النصرة والتحرك الفوري لتحريرهما واقتلاع كيان يهود من جذوره، في تجلٍّ حقيقي لعزة الأمة وحرصها على دينها ومقدساتها.
وهذه المقدسات لا يمكن لأهل فلسطين وحدهم تحريرها، ولا من كتيبة للأمة محاصرة في قطاع غزة، ولا يكون التحرير في صمود شيخ في باحات الأقصى، ولا تكون النصرة والتحرير بتكبير عجوز في وجه مستوطن يقتحم المسرى، ولا في بكاء شيخ على الذل الذي يعيشه أهل فلسطين، فالتحرير له طريق شرعه الإسلام وخاضته الأمة بقيادة صلاح الدين في حطين.
ويوم حطين قادم قريبا بإذن الله بالتحرك الجاد لجيوش الأمة وقواها الحية التي سترسل للعالم رسالة بسرعة تحريرها لفلسطين أن جيش محمد ﷺ قد عاد وأن دولة الإسلام ستستأنف بخلافة راشدة على منهاج النبوة.
وإلى ذلك اليوم المشهود ندعو المخلصين من قادة الجند وضباط الجيوش في الأمة الإسلامية، فالأقصى بانتظارهم وأهل الأرض المباركة سيستقبلونهم كما استقبلوا الأبطال المحررين صلاح الدين وقطز وجنودهما بالتكبير والتهليل.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
رأيك في الموضوع