قال بايدن، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، السبت، إن "حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الدائم في المنطقة، وفي هذه الأثناء، يجب أن يكون هناك حكم تحت قيادة السلطة الفلسطينية". وذكر أنه "بينما نسعى جاهدين من أجل السلام، ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، في نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعا نحو حل الدولتين".
بينما يستمر بايدن والإدارة الأمريكية الاستعمارية في بيع المخدر المسمى "حل الدولتين" للعالم والأنظمة العميلة له تواصل آلة الحرب لكيان يهود قتلها للأطفال والنساء والشيوخ وتدميرها للحجر والشجر في غزة!
فالإدارة الأمريكية وبعد احتلال كيان يهود الضفة الغربية والقدس عام ١٩٦٧، وسيطرتها بالتوازي على معظم بلادنا الإسلامية سياسيا وفي بعض الأحيان عسكريا، أصبح من الضروري لها إيجاد حل لما نتج عن احتلال كيان يهود من تهجير ولجوء وغضب معتمر في نفوس المسلمين تجاه هذا الكيان الغاصب للأرض والمقدسات، فكان "حل الدولتين" المخدر المطلوب في تلك المرحلة!
وعلى الجانب الآخر ضَمِنَ حلُّ الدولتين لكيان يهود الوقتَ الحقيقي خارج إطار الهلوسة السياسية لاستكمال مشروعه في احتلال الأرض كاملة ومحاولة تهجير أهلها، وقدمت السلطة الفلسطينية والأنظمة العميلة للغرب الوقت على طبق من ذهب لكيان يهود ومهدت له الأرضية بقمعها لأهل فلسطين والتنسيق الأمني معه ليوسع مستوطناته على الأرض حتى لم يبق أي واقع حقيقي لما يسمى "حل الدولتين" الذي كان يصور دويلة على ٢٣٪ من أرض فلسطين!
وقد أدرك الجميع أن هذا الحل لم يعد قائما على أرض الواقع، وأن كيان يهود يحلم باستكمال مشروعه لاقتناص الفرص لتهجير أهل فلسطين بعد ضمه لمعظم الأراضي التي كانت محجوزة في الخيال وعلى الورق لحل الدولتين.
وهكذا بقي "حل الدولتين" وعلى ضوء الحرب الصليبية التي تشن على أهل الأرض المباركة في غزة والضفة الغربية مخدراً كالهيروين تروج له أمريكا للانفصال عن الواقع وبيع الأوهام للعالم ولكل المدمنين على العبودية والعمالة لأمريكا في ظل واقع لا وجود فيه لحل يقسم الأرض بين أهلها ومغتصبيها.
فكيان يهود قضم الأرض وتوسع في مستوطناته وتراوده أحلام تهجير أهل فلسطين من ديارهم، وهو يدرك صعوبة ذلك، ويسعى الآن أمام رعبه من تكرار ما حدث في طوفان الأقصى من اقتحام لكل الجدر والتحصينات، يسعى لأن يتحصن وراء جدر ومساحات عازلة لمستوطناته تقضم مزيدا من الأرض وتنهي هلوسات "حل الدولتين"، وهو بذلك يُمني نفسه أنه بمزيد من التوسع والتحصن قد يحمي كيانه من الطوفان الحتمي القادم، لكن مفكري كيان يهود وعتاته يدركون أنه يشتري وقتا إضافيا فقط لوجوده ويزيد من فاتورته أمام الأمة الإسلامية.
والأمة الإسلامية بدورها لم تتعاط مع هذا المخدر وليست مدمنة على ما تروج له أمريكا من حلول أدخلتها بالوريد للأنظمة والحكام الذين باتوا منفصلين عن الواقع مدمنين تعاطي المخدرات السياسية الأمريكية!
فالأمة وعلى وقع "طوفان الأقصى" وبطولات المجاهدين وتاريخها المجيد في التحرير وكسر المحتلين لا ترى حلا للأرض المباركة إلا بالتحرير كما حررها صلاح الدين، ولا تقبل إلا باقتلاع كيان يهود مرة وللأبد في معركة كمعركة حطين، وهذه حقيقة سياسية وحتمية شرعية لا يراها من تعاطى "حل الدولتين" كهيروين.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)
رأيك في الموضوع